ساعتئذ يتحدث الركبان في صنيع لأحد العظام جميل، أو عمل لإحدى العظيمات جليل
أجل إن كل شيء لحريز في موضعه حصين إلى أن يقف أمام القوم رجل صالح ذو رأي سديد، حر فصيح عنيد، أو امرأة صالحة ذات رأي سديد، حرة فصيحة، لسانها من حديد
يومئذ يعلو صوت المطالب بحقوق المستضعفين المستذلين المستعبدين، صوت الأمناء والأمينات من زعماء وزعيمات على كل ظالم جبار مهين •••
وبعد أن تلاشت ريح السموم فوق الجبال، تلاها نسيم لطيف الاعتدال، فدخلت في أثره غابة من الصنوبر كثيفة الظلال، وسمعت من خلال الأغصان، صوت المحبة والمعروف والحنان
سمعت صوتا يقول: ورب الأكوان، لا يدوم إلا الإحسان والعرفان
لا يدوم إلا السجايا الروحية الفريدة، سجايا النفس البشرية الخالدة
لا تدوم إلا آثار النهضات الجليلة، ومآثر الأنفس السامية النبيلة
وما أسخف الجدل والمنطق والبرهان أمام مشروع جليل، وما أوهن التعاليم الوضعية تجاه خطب جسيم، وما أوهى الأقوال والآراء إذا قوبلت بنظرة من رجل عظيم، أو صادفت نفحة من نفحات حكيم
عندما يرفع مثل هذا البشر رأسه وصوته ولا فرق عندي رجلا كان أو امرأة يقف دولاب الأعمال، ولا يبقى شيء على حال
عندئذ يبطل الجدال، وتنكسر شوكة المال، وتحشر الرجال، وتكبر الآمال
Bilinmeyen sayfa