34

Kitabın Reyhanı ve İstirahat Beldesi

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Araştırmacı

محمد عبد الله عنان

Yayıncı

مكتبة الخانجي

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٩٨٠م

Yayın Yeri

القاهرة

مِمَّن يشقيك، وَيجْعَل لَك الْكَوْن أَرضًا، ومشرب الْحق حوضا، ويجنبك زهر المنى، ويغنيك عَن أهل الْفقر والغنى، ويخضع التيجان للنعلك. وَيجْعَل الْكَوْن متصرف فعلك. لَيْسَ إِلَّا الْحبّ ثمَّ الْوَصْل، ثمَّ الْقرب، ثمَّ الشُّهُود [ثمَّ البقا]، [بعد مَا اضمحل الْوُجُود]، فشفيت اللآلام، وَسقط اللَّام، وَذَهَبت الأضغاث والأحلام، وَاخْتصرَ الْكَلَام، ومحيت الرسوم، وعفيت الْأَعْلَام، وَلمن الْملك الْيَوْم وَالسَّلَام. فالحذر الحذر، أَن تعجل النَّفس سَيرهَا، وَيُفَارق القفص طيرها، وَهِي بِالْعرضِ الفاني متشبطة، وبثاء الثقيل مرتبطة، وبصحبة الفاني مغتبطة، فالمرء مَعَ من أحب. يَمُوت الْمَرْء على مَا عَاشَ عَلَيْهِ [ويحس على مَا مَاتَ عَلَيْهِ] أَن تَقول نفس يَا حسرتي على مَا فرطت فِي جنب الله، وَإِن كنت لمن الساخرين. أَو تَقول لَو أَن الله هَدَانِي لَكُنْت من الْمُتَّقِينَ، أَو تَقول حِين ترى الْعَذَاب لَو أَن لي كرة فَأَكُون من الْمُحْسِنِينَ. وَفِي مثل ذَلِك قلت: (أعشاق غير الْوَاحِد الصَّمد الباق ... جنونكم وَالله أعيت على الراق) (جننتم بِمَا يفني ويبقي مضاضة ... تعذب بعد الْبَين مهجة مشتاق) (وتربط بالأجسام نفسا حَيَاتهَا ... مباينة الْأَجْسَام بالجوهر الراق) (فَلَا هِيَ فازت بِالَّذِي ظَفرت بِهِ ... وَلَا رَأس مَال كَانَ ينفعها بَاقٍ) (فِرَاق وقسر وَانْقِطَاع وظلمة ... قِنَا الْبعد عَن نيل السَّعَادَة ياواق) (كَأَنِّي بهَا بعد مَا كشف الغطا ... صريعة أحزان لربقة أشواق)

1 / 50