Kitabın Reyhanı ve İstirahat Beldesi
ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
Soruşturmacı
محمد عبد الله عنان
Yayıncı
مكتبة الخانجي
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
١٩٨٠م
Yayın Yeri
القاهرة
فِيهَا من الْعَزْم على نصر الدّين وإعلاه الْكَلِمَة، وَقرر مَا يُعلمهُ فِيهَا من مَقَاصِد جلالكم، وَضمن لَهَا من الْفضل [مَا يضمن] عَن أمثالكم، فشكرنا لَهُ نِيَّة الْوَلِيّ الصَّرِيح، ووثقنا من خَبره الْحسن الصَّحِيح، وَسَأَلنَا الله لنا وَلكم الْخيرَة فِيمَا يَقْضِيه، وَالْحمل على مَا يرتضيه، وَأَن يجدد لِلْإِسْلَامِ بكم عهود اعتلائه، ويصل لكم بتوفيقه سوابغ آلائه. وعرفتمونا أَيْضا أَنكُمْ خاطبتم طاغية الرّوم فِي تثبيت الْعَهْد الَّذِي قد ربطه، وَالْوَفَاء بِمَا فِي الصُّلْح على بِلَاد الْمُسلمين اشْتَرَطَهُ، لينسحب رواق الْأَمْن على هَذِه الأقطار بيمن إقبالكم، وَيكون اسْتِصْحَاب الْعَافِيَة بهَا فَاتِحَة أَعمالكُم، ومثلكم من يحرص على اكْتِسَاب المكارم الفاخرة. وتطمح همته، أبقاه الله، إِلَى الْجمع بَين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. شكر الله عَن الْإِسْلَام مكارمكم الَّتِي تعنى بتشييد مبانيه وتيسير أمانيه. وطلبتم أَن نطلعكم على مَا تزيد لدينا بِهَذِهِ الأقطار من أَخْبَار الْكفَّار، بِمُقْتَضى جلالكم الرفيع الْمِقْدَار. وَنحن نلقى إِلَى مقامكم، أَن هَذَا الطاغية، لَا أنجح الله سَعْيه، وَلَا سدد رَأْيه، لما وصل إِلَيْهِ سُلْطَان ابْن عُثْمَان، وَخرج لَهُ عَن مضمره، وَألقى إِلَيْهِ مَا يجد بركَة أَثَره، لم يلبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى ظَهرت ثَمَرَة الْفساد، وذاعت فِي أَرض الْعَدو حَرَكَة الاحتشاد، وَكتب يعرف أَن جبل الْفَتْح، خرج عَن شُرُوطه، فِي صلحه، بِمَا كَانَ من حُصُول صَاحبه فِي إيالتكم، وقيامه بدعوة جلالتكم. فراجعناه نعرفه أَن أَمِير الْمُسلمين بالعدوة لم يبرح عَن مَحَله، وَلَا تقلص مديد ظله، وَلَا خرج عَن عوايده، وَلَا انْتقل عَن الْوَلَد ووالده. وَنحن عَقدنَا مَعَه الصُّلْح على تِلْكَ الْبِلَاد فِي جملَة مَا عَلَيْهِ عَقدنَا، وأكدنا عَلَيْهِ من المواثيق مَا أكدنا. ثمَّ تعرفنا أَنه يقْصد الجزيرة لمباشرة أمورها، وَكتب إِلَيْنَا بعض ناسه، أَنه إِنَّمَا يقْصد رندة أَو جبل الْفَتْح، فَلم نقدم عملا على تَوْجِيه مدد الرُّمَاة والفرسان، صُحْبَة من اخترنا لهَذَا الشَّأْن
1 / 279