204

Rayhanat Alibba

ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا

Araştırmacı

عبد الفتاح محمد الحلو

Yayıncı

مطبعة عيسى البابى الحلبى وشركاه

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٣٨٦ هـ - ١٩٦٧ م

ولما تدفَّق ماء كرمه خرج منها سائحًا، بعدما ألْقَى دَلوَه في الدِّلاء ماتحًا، لابسًا خِلَع الوقار، قاطِعًا من رياض الكَوْن ثَمرات الاعْتبار، فجاب البلاد، وأتى إرَمَ مصر ذاتِ العماد، فنَمَّى متاعَ فضلٍ به اتّجَر، والمعالي في كَفَالات السَّفر، فاجْتَنى نَوْرًا انْفتحت كَمائمهُ، وَسَرى سُرًى قلبُ الوجود كاتمُه. وسُرَّ دَهْرٌ هو صَدْرٌ له ... بعالمٍ ذي نَجْدةٍ عامِل وفي أثناء ذلك نظَم عقود أشْعارٍ حِقَاقُها العُقُول، وجمع مِن أزْواد فضله مجموعة سماها) الكَشْكول (، طالعْتُها فرأيتُ فيها ما تنْشرح له الصُّدور، وتَحُلُّ عُقَدَ الإشْكال عن كل مَصْدُور. وكان رئيس العلماء عند عبَّاس شاه، سلطان العجم، لا يَصْدُر إلا عن رأيه إذا عقَد ألْوِية الهِمَم، إلا أنه لم يكن على مذْهبه في زَنْدقته وإلْحادِه لانْتِشار صِيتِه في سَدادِ دِينه ورَشادِه، إلا أنه عَلَوِيُّ بلا مَيْن، وهو عند العقلاء أهْوَنُ الشَّرَّيْن، فإنه أظهر غُلُوَّه في حبِّ آل البيْت، وجارَى في حَلْبة الوَلاءِ الكُمَيت، وأنشد لسانُ حالهِ لكلٍّ حيٍّ ومَيْت: إن كان رَفْضًا حُبُّ آل محمدٍ ... فلْيَشْهدِ الثَّقلان أنِّي رَافضِي وشِعرُه باللِّسانَيْن مُهذَّب مُحرَّر، وبالفارسيَّة أحسنُ وأكثر. ولما ساحَ في البُلدان، وأجتمع بمن فيها من الأعيان، عاد بدْرُ ذاتِه لفلَك أقطارِه، فعانق في أوْطانِه عقائلَ أوْطاره.

1 / 208