359

وكان السلطان عز الدين كيكاوس بن كيخسرو بن قليج أرسلان فى الروم، وتوفى فى هذه السنة المذكورة بمرض السل، وأخرجوا أخاه علاء الدين كيقباد الذى كان محبوسا فى القلعة، وتربع على عرش الملك، وكان له ابن طفلا، وعمه صاحب أرزن الروم معاديا له، فإن الملك أشرف صاحب الأخلاط قام بالصلح بينهما، وكان بدر الدين لؤلؤ فى ديار بكر، وحاصر قلعة شوش فى هذه الأعوام؛ لأن الصاحب هناك عماد الدين الزنكى بن أرسلان شاه كان قد مضى إلى تبريز عند الأتابك أوزبك، وأقطعه الأتابك أرضا وجعله ملازما له، وجملة القول أنه حاصر القلعة هناك مدة، ولم يتيسر فتحها، فترك بدر الدين الجيش، ومضى بنفسه إلى الموصل، ولما ساء حال أهل القلعة سلموها.

وكان فى سنجار قطب الدين محمد بن عماد الزنكى بن قطب الدين مودور بن آقسنقر الحاكم وتوفى، وأصبح ابنه شاهن شاه خليفة له، وفى المدن الأخرى كان أبناء الملك العادل، وفى الشام الملك المعظم من أبناء الملك العادل، وفى مصر الملك الكامل، وفى فارس الأتابك مظفر الدين بن سعد بن زنكى، وفى كرمان الملك شجاع الدين، ولما مضى براق الحاجب إلى الهند كان يمر بهذه الحدود، فطمع الكرمانيون فى العبيد الصينيين الذين كانوا خدما وحشما له فهاجموه، ومهما قال لهم: إنى عابر سبيل، ولا مصلحة لى معكم، إلا أنهم لم يستمعوا إليه، وحارب مع أقوامه حربا ضروسا، وقتل منهم خلقا كثيرا، وقتل الملك شجاع الدين، واستولى على المدينة، وحاصر القلعة حتى وصل السلطان جلال الدين، واستولى أيضا على القلعة، وأصبح الحاكم المطلق.

قصة أوكتاى قاآن بن جنكيز خان

Sayfa 419