وتوفى أيبك لنك بعد ذلك، فخلفه غلامه آيل تتميش فى مدينة دهلى، وتلقب بالسلطان شمس الدين حتى زمان كيوك خان سلطان الهند، وبقى بعده ولدان وبنت: جلال الدين، وناصر الدين، ورضية، فكفر نعمته مماليكه، وعبيده ألغ خان، وقتلغ خان، وسنكر خان، وأيبك خطابى، ويوزبيك 23، وميرداد شمس الدين العجمى، وثاروا على جلال الدين. فهرب جلال الدين وتوجه إلى حضرة منكوخان فى شهور سنة ستمائة وإحدى وخمسين، فخاف قتلغ خان وسنكرخان، وتعقبا جلال الدين ومضيا خلفه، فأجلس ألغ خان رضية على العرش، ووجد جلال الدين الرعاية عند منكوخان، وأمر منكوخان بأن يقدموا المدد إلى جلال الدين على طول السنين، فعاد جلال الدين واستولى على حدود لها وروكرخه وسودر التى كانت فى حوزة المغول، ورضى الجميع بذلك إلا هو.
وبعد مدة نحى ألغ خان رضية عن العرش، ونعم الختن القبر، وجعل ناصر الدين سلطانا، وكانت ابنته زوجة له، إلا إنه غدر مرة أخرى، وقتله.
يظلم الفلك فى كل يوم
وتجعل الحرفى كل يوم رهين الحزن
إن حسناء الملك عروسة جميلة
ولكنها فى كل يوم فى حضن عريس (صهر)
وأصبح ألغ خان سلطانا، وتلقب بغياث الدين، وتوفى بعد مدة، فخلفه ولده، وأثناء تلك الحال نفذ أمر من حضرة هولاكو خان بإحضار الملك ناصر الدين بن وفا الملك الذى كان حاكم السند، ولما وصل أفهمه الملك شمس الدين كرت، والسيد زاده برغندى، وقتلاه مع عدة من حاشية الملك، وفى تلك الحال عزم الملك فيروز الذى كان أميرا على الخلج من جهة ناصر الدين المضنى إلى دهلى، ولازم ابن السلطان غياث الدين ، وتقرب إليه بالخدمات الحسنة، فعينه واليا على المولتان، وهى على الحدود حتى لا يسمح بدخول جيش المغول والغرباء، فواظب على هذا العمل، وجريا على عادة الحساد، اتهموه واستدعوه من دهلى، فمضى الملك فيروز وكان خائفا من السلطان، فغضب وزير السلطان، ومضى ليكره على الحضور، فاتصل به فى الطريق، فقضى عليه الملك فيروز فى الحال، وساقه بسرعة إلى قصر السلطان وقتله، وكان له ولد قاصر، أطلقوا عليه اسم السلطان عدة أيام، وجعل الجيش يدين له بالطاعة، وأرسل الابن فى عقب أبيه ليحمل الخبر.
من رسوم الوصل فى محل الأمل
لم تبق آثار فى طرفة عين
Sayfa 367