ولما وصلوا مدينة بريحور كان لها سور منيع، فأمر الجيش أن يطوف فى اليوم الأول حوله جماعات جماعات، وظلوا هكذا ستة أيام، وركب فى اليوم السابع، وطافوا على عادتهم كل يوم، ولكنهم طافوا على الدوام فى اليوم السابع، وأمر بألا يتحدث مخلوق، كما أمرهم فى المرة السابقة أن يكبروا وينفخوا فى الأبواق قائلين: إن الله أعطاكم هذه المدينة، ولما كبروا 12 تصاعد الصوت من الجيش سقط بقدرة الله تعالى سور هذه المدينة، واتجه الجيش إليها ونهبوها.
ولما بلغ هذا الخبر إلى المدن والأقاليم فإن سكان بعض هذه المدن ويسمونهم كدعون 13، أعلنوا له الطاعة فأمنهم، وبعد ذلك تشاور خمسة ملوك من ملوك هذه الولايات قائلين: لنمض ونستول على مدينة كدعون، ونقتل أهلها حتى لا تتعلم بلادنا منهم ولا يطيعونهم، واجتمعوا وهاجموا الكدعانيين، فعلم يهوشووع الخبر، فخاطبه الحق تعالى قائلا: لا تخف فسوف أسلمهم إليك، فبيتهم يهوشووع وهزمهم جميعا، فأمطر الله تعالى عليهم حجارة لدرجة أن الذين ماتوا بالحجارة، كانوا أكثر ممن ماتوا بالقتل، وفى أثناء هذه الحرب لم يكونوا قد قهروا العدو كله فحل الليل، ونظر يهوشووع إلى الشمس، وأمر الشمس ألا تبرح موضعها؛ ليهزموا العدو ويفنوه، وتوقفت الشمس بقدرة الله تعالى ست ساعات حتى هزموا الأعداء، وقتل واحدا وثلاثين ملكا فى وقت قصير، واستولى على بلادهم ووزعها على بنى إسرائيل، وعبد بنو إسرائيل فى زمانه وبعده بمدة طويلة الله تعالى، وكانت مدة عمره مائة عام وعشرة.
غثنى إيل بن قناز:
كان من أسباط اليهود، ضل بنو إسرائيل وخرجوا عن طاعة الله بعد يهوشووع، فسلط الله عليهم كوشان رشعاتم؛ فعذبهم ثمانية أعوام، فشكا بنو إسرائيل إلى الله، فأعانهم الحق تعالى على يد غثنى إيل حتى قتل كوشان، وكانت مدة حكمه أربعين عاما.
أهود بن جير بن بنيامين:
Sayfa 263