187

ودخل الأفضل مدينة القاهرة فى السابع من ربيع الأول، وسمع أن جركس هرب، واتفق معه جماعة من أمراء ناصر، فقبض على بعض الأمراء الناصريين الذين كانوا فى مصر مثل: شقير، وأيبك أفطس، ووايل بيكى، وكانوا شجعانا مبارزين فحبسهم.

وتمكن الأفضل فى مصر، وكان مدبر الملك سيف الدين باركح 72، وأرسل حكام بلاد الشام للأفضل، ودعوه للاستيلاء على دمشق، فأبدى الأفضل تهاونا وتحالف معهم فبلغ الخبر العادل، وترك ابنه الكامل فى مردين وقدم دمشق بسرعة وطلب عبيد الناصرى بيت المقدس، وعزم على المجى ء، ووصل كذلك ابنه الكامل، ولما رأى الأفضل أن الأمر لن يكون سهلا مضى إلى مصر، فأنفذ الملك العادل جيشا إلى مصر فى سنة خمسمائة وتسع وتسعين، وخرج الأفضل بجيش قليل وحارب وانهزم ومضى إلى قلعة سرخد، واستولى على ميافارقين وتلك النواحى. وتمكن الملك العادل فى مصر وجعل الخطبة والسكة باسمه، واصطلح مع إخوته ثانية، وفى هذه الأعوام جمع أرسلان شاه صاحب الموصل الجيوش، ومضى إلى حران، والرها التى كانت خاصة بالعادل، وكان معه قطب الدين محمد صاحب سينجار، ونصيبين، وصاحب ماردين، ولما بلغ حران كان الجو حارا؛ فمات كثير منهم بالمرض، وكان الفائز ابن الملك العادل فى حران، فأرسل شخصا وطلب الصلح، وكان نور الدين قد سمع أن الصلح أبرم بين الملك العادل والملك الظاهر والأفضل اصطلح معه، ومضى كل واحد إلى مقره.

وكان قد وقع بين يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، وبين ملوك الفرنجة حروب شديدة، وتوفى فى مدينة سلا فى الثامن عشر من ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وستمائة، وخلفه ابنه محمود، ودان له بالطاعة أهل مدينة مهدية الذين عصوا أباه، واستقرت له البلاد، وكان الأتابك مظفر الدين سعد بن زنكى فى فارس، وفى كرمان كان الملك دينار وهو من أمراء الغور، وتوفى بمرض الصدر فى ذى القعدة سنة خمسمائة وإحدى وتسعين، وكان ابنه علاء الدين فرخ شاه الذى كان حاكم بم من قبل خلفه، ومضى إليه سائس خيل غزان سيف الدين ألب أرسلان، وتوفى فرخ شاه فى رجب سنة خمسمائة واثنتين وتسعين، وخلفه أخوه شجاع الدين، وخرب غزان كثيرا.

Sayfa 212