142

فسألوه ماذا كان أصعب شىء رأيته فى الطريق؟، قال: إن وصفه غير ممكن، قالوا: وماذا كان أسهل شىء رأته نفسك فى طريق الله؟، قال: أقول هذا، قال: طلبت نفسى ذات ليلة بالطاعة، فتكاسلت، وطالما يقول إنسان مرة واحدة: سبحان الله، لم أسقها الماء عاما ، وقلت: إذا تكاسلت بعد هذا فلن أعطيك الخبز عاما.

وتوفى الشيخ أبو محفوظ المعروف بفيروز الكرخى فى سنة مائتين، وكان أبوه وأمه مسيحيين، وأرسلاه إلى معلم ليعلمه المسيحية، فهرب منهما ومضى لخدمة على بن موسى الرضا.

حكاية:

قال محمد بن الحسن: رأيت معروفا فى المنام، قلت: ماذا صنع الله بك؟

قال: غفر لى، قلت: أبزهدك؟، قال: لا، ولكن بكلمة سمعتها من ابن السماك فى الكوفة، حيث قال: كل من يرجع بالأمر كله إلى الله تعالى، فإن الله تعالى يرجع إليه بالرحمة، ويعهد إليه بكل الخلق له؛ فوقع كلامه فى قلبى، ورجعت إلى الله ورفعت يدى عن كل الأعمال ماعدا خدمة على بن موسى الرضا، وقلت هذا الكلام له، فقال: إذا قبلت هذا فهو كاف لك.

وتوفى أبو شعيب صالح بن حماد بن عبد الله بن إسماعيل الرسى السوسى فى خراسان سنة مائتين واثنتين، وتوفى الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعى فى مصر سنة مائتين وأربع فى ليلة الجمعة السابع من رجب.

حكاية:

قيل: إن شجارا وقع بين هارون الرشيد وزبيدة. فقالت لهارون: يا من أنت من أهل جهنم، فقال هارون: إذا كنت من أهل جهنم فأنت طالق فتفارقا، وكان هارون يحب زبيدة، فاستدعى علماء بغداد واستفتاهم فى هذه المسألة، فلم يتكلم أحد، قالوا:

إن الله يعلم إذا كان هارون من أهل الجنة أو النار، وكان الشافعى فى ذلك الوقت طفلا، فوقف فى وسط الجميع، وقال: أنا أجب عن هذا، فتعجب الناس، فاستدعاه هارون إليه، وقال: أجب، فقال الشافعى: أأنت محتاج إلى فى هذا الأمر أم أنا محتاج إليك؟، فقال هارون: لى حاجة بك، فقال الشافعى: إذا أنزل عن العرش وأجلسنى عليه واجلس أمامى باحترام حتى أرد عليك؛ لأن درجة العلم عالية، ففعل هارون ما طلب، فقال الشافعى: أسألك سؤالا؛ فأجب أولا وعلى ذلك أجيبك، فقال هارون: قل، فقال الشافعى: ألم تكن قادرا على اجتراح أى معصية قط، وأنك امتنعت عنها من خشية الله؟

Sayfa 167