137

وفى عهد هارون توفى الإمام موسى بن جعفر الصادق (رضى الله عنه) فى بغداد سنة ست وثمانين ومائة، وكان فى الرابعة والخمسين من عمره، وتوفى أبو عمرو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدى البزار الكوفى القارئ فى سنة تسعين ومائة، وبعد ذلك مضى هارون على خراسان، وأبقى محمدا الأمين فى بغداد وصحب معه المأمون، وأسند لمحمد من حد المغرب إلى سفح جبل حلوان، وإلى المأمون من سفح حلوان حتى حد المشرق، وقال لهرثمة أن يعتقل على بن عيسى؛ فأرسله إلى بغداد ومضى إلى طوس بنفسه، ونزل فى قصر حميد بن عبد المجيد، وتوفى يوم السبت الرابع من جمادى الآخرة سنة مائة وثلاث وتسعين، وكان عمره أربعا وأربعين سنة وأربعة أشهر، وصلى عليه صالح بن بشر، وكان حاجبه فى هذا الوقت الفضل بن ربيع، وكاتبه إسماعيل بن صبيح، وكان له ثلاثة عشر ولدا، وأربع بنات، وزوجتان، وكانت مدة خلافته ثلاثة وعشرين عاما وشهرين وسبعة عشر يوما (رحمه الله).

الأمين أبو عبد الله محمد بن هارون:

كان الخليفة السادس لبنى العباس والخامس والعشرين بعد النبى (عليه السلام)، وكان كريم الطرفين، وأمه زبيدة بنت عم هارون الرشيد جعفر بن المنصور، وبنت زبيدة مدينة تبريز وقزوين، وتخربت تبريز بعد ذلك فى سنة مائة وإحدى وثمانين، ثم أمر أمير المؤمنين المتوكل بتعميرها، وفى سنة مائتين وتسع وأربعين خربها الزلزال مرة أخرى، فعمرها الأمير وهودان بن روادى الذى كان واليا على العراق وأذربيجان، وتنبأ أبو طاهر الشيرازى المنجم بعد ذلك أنها ستتخرب حسب دلائل النجوم فى وقت صلاة العشاء، فأمر الأمير وهودان مناديا ينادى، وخرج الناس وكانوا ينظرون للمدينة وخربها الزلزال فى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وبعد ذلك أمر الأمير وهودان أبا طاهر المنجم ليختار وقتا سعيدا لتعمير تبريز حتى لا تتخرب بالزلزال، فاختار أبو طاهر فى تلك السنة فى طالع برج العقرب، إلا إنه لم يتعهد بوقوع السيل، ووضع صورة طالع الزيج على هذا النحو.

Sayfa 162