وانصرف بعضهم إلى شرح الكلمات الغريبة والمشهورة، وأثقلوا الكتاب بالحواشي التي لا داعي لها.
ومن بدع النشر في هذا العصر أن بعضهم يُدخِل عناوين فرعية لموضوعات الكتاب بداخل المتن، فلا يتميز العنوان الذي وضعه المؤلف عن الذي وضعه المحقق. ونجد طبعات عديدة من هذا الكتاب خرجت بهذا الشكل.
هذه بعض الملاحظات العامة على الطبعات المتداولة للكتاب، ولا أريد الخوض في تفصيلها، ولا بيان الأخطاء والتحريفات الموجودة فيها. ولا تخلو طبعة الأستاذ أحمد عبيد أيضًا من أخطاء وتحريفات في الأسانيد والأعلام وبعض الأخبار والأشعار، وعُذره أنه لم يجد آنذاك الموارد الرئيسية للكتاب ليقابل النصوص عليها، وإنما رجع إلى عامة كتب الحديث وكتب الأدب والتاريخ، فقام بتصحيح ما أمكن تصحيحه، ولم يوفَّق في تصحيح الباقي. وهو معذور مأجور على ذلك إن شاء الله.
أما الآن وقد ظهرت هذه المصادر وانتشرت، وتيسَّر لكل أحدٍ الرجوع إليها، فالواجب على من يشتغل بالتحقيق أن يراجعها، ويستفيد منها في تقويم النصوص.
المقدمة / 33