أم المساكين بنت خزيمة القيسية الهلالية تزوجها ﷺ على رأس واحد وثلاثين شهرًا من الهجرة قبل غزو أحد بشهر، وكانت تحت الطفيل بن الحارث، فطلقها فتزوجها أخوه عبيدة، فقتل يوم بدر شهيدًا، فخطبها رسول الله ﷺ فجعلت أمرها إليه فتزوجها ﷺ وأصدها اثنتي عشرة أوقية، وقيل في رواية: إنها كانت تحت عبد الله بن جحش، فقتل عنها يوم أحد فتزوجها ﷺ هكذا في ذكر المواهب وهو الأصح، وكذا في السيرة الحلبية وهي أخت ميمونة ﵂ لأمها مكثت عنده ﷺ ثمانية اشهر وقيل شهرين: [وتوفيت] وقيل: ثلاثة، وذكر في "الحلبية" إنها سميت أم المساكين لأنها كانت تلاحظهم وتعط عليهم الإحسان والصدقة.
وذك في المعالم في تفسير قوله تعالى: (وامرأةً مؤمنةً إنْ وهبتْ نفسها للنبي) قال الشعبي: هي أم المساكين زينب بنت خزيمة الهلالية وتوفيت ﵂ في السنة الثالثة من الهجرة، وصلى عليها رسول الله ﷺ ودفنها بالبقيع وقد بلغت ن العمر ثلاثين سنة والله أعلم.
وذكر في "شرح ذات الشفاء" إن هؤلاء الإحدى عشرة بن خديجة ﵂ إلى أم المساكين اللائي دخل بهن ﷺ اتفاقًا.
قال الحلبي: الحاصل أن جملة من خطبهن من النساء ثلاثون امرأة، منهن من لم يعقد عليها، ومنهن من عقد عليها، ومنهن من دخل بها، ومنهن من لم يدخل بها واللائي دخل بهن اثنتي عشرة بخلاف ما تقدم، قال ﷺ "ما تزوجت شيئًا من نسائي ولا زوجت شيئًا من بناتي إلا جاءني [به] جبرائيل ربي ﷿".
وممن تزوج بهن: ليلى بنت الخطيم، الأنصارية فضربت ظهره، فقال لها: "أكلك الأسود" ثم قالت: أقلني فأقالها: فأكلها الذئب.
وخطب ﷺ أم هانئ بنت أبي طالب فاعتذرت بأن لها أولادًا صغارًا يشغلونها عنه فعذرها.
وخطب امرأة من بني مرة فقال أبوها: إن بها برصًا، فلما رجع أبوها إلى البيت صارت برصاء.
وخطب أخرى فقال أبوها يصفها بصحة المزاج: إنه لم تمرض، فقال: لها عند الله من خير، وأمسك عنها، وقيل: تزوجها ثم طلقها لما وصفها أبوها.
وممن اختلف فيهن، أمية بنت النعمان: علمها نساؤه ﷺ أن تقول إذا دنا منها: أعوذ بالله منك، ففعلت فألحقها بأهلها، وقتيلة بنت قيس الكندي: زوجها إياه أخوها وحملها إلى حضرموت فمات قبل قدومها عليه، وأوصى بأن تخير فإن شاءت ضرب علها الحجاب، وكانت من أمهات المؤمنين، وإن شاءت الفراق فتنكح من شاءت، فاختارت الفراق فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت، فبلغ ذلك أبا بكر، فقال: هممت أن أحرق عليها بيتها، فقال عمر ﵁: ما هي من أمهات المؤمنين، ودا دخل عليها رسول الله ولا ضرب عليها الحجاب.
مليكة بنت كعب الليثية: قيل: دخل بها ﷺ، وماتت عنده، وقيل: هي المتعوذة وقيل: هي التي قال لها: هبي لي نفسك، فقالت ما قالت.
وعمرة بنت يزيد: تزوجها فلما دخل عليها رأى بها بياضًا، فقال: (دلستم علي، وردها إلى أهلها) .
والعالية بنت ظبيان مكثت عنده ثم طقها.
وإساف بنت خليفة: أخت دحية الكلبي، ماتت من الفرح لما علمت أنه تزوجها.
وأسماء بنت الصلت: أيضًا ماتت من الفرح لما علمت أنه تزوجها.
وأسماء بنت النعمان: دعاها النبي ﷺ فقالت: ائت أنت، وأبت المجيء، وقيل إنه قال لها: هيئي لي نفسك، فقالت: تهيئ الملكة نفسها للسوقة؟ فأهوى بيده إليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: (عذت بمعاذٍ) فألحقها بأهلها.
وخولة أم شريك بنت الهذيل، وقيل: بنت حكيم التي قيل فيها إنها وهبت نفسها للنبي، قال في (المعالم) قال عروة بن الزبير: وهبت نفسها للنبي خولة بنت حكيم وفاطمة بنت الضحاك الكلابي: تزوجها ﷺ بعد وفاة بنته زينب وخيرها لما نزلت آية التخيير فخسرت واختارت الدنيا على الآخرة ففارقها، فكانت بعد ذلك تلقط البعر وتقول: أنا الشقية اخترت الدنيا على الآخرة.
1 / 55