فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: "دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
وعن عائشة ﵂، قالت: قال صلى الله تعالى عليه وسلم: "يا عائشة قد علمت أن الله قد دلني على الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب؟ فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي فعلمنيه! قال: إنه لا ينبغي لك يا عائشة، فتنحيت وجلست ساعة ثم قمت فقبلت رأسه، ثم قلت: يا رسول الله علمنيه، قال: إنه لا ينبغي أن تسألي به شيئًا للدنيا. قالت: فقمت وتوضأت وصليت ركعتين وقلت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لي وترحمني. فاستضحك رسول الله ﷺ ثم قال: إنه لفي الأسماء التي دعوت إليها" رواه ابن ماجة.
وذكر في كتاب "حصن الحصين": أن الاسم الأعظم (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) . وفي "تحفة البركات" قال اليافعي: قال لي بعض العارفين: ألا أعلمك الإسم الأعظم؟ قلت: بلى قال: اقرأ الفاتحة والإخلاص وآية الكرسي وسورة القدر. ثم استقبل القبلة وادع بما أحببت فإنه يجيبك. وذكر في "كتاب الأزهية" أن المعتمد هو الله.
وذكر الشيخ علي القارئ في "العقائد" أنه ملك شرقًا وغربًا مؤمنان، سليمان ﵇ وذو القرنين ﵇ وكافران: بخت نصر والنمرود بن كنعان، وقال جماعة: اختلف في نبوة ذي القرنين اسكندر فقيل ليس بنبي بل ملك مؤمن عادل وهو الحق.
وقال مقاتل: هو نبي ويؤيده ما في سورة الكهف بحسب الظاهر ووافقه الضحاك، وأما سليمان ﵇ فنبي مرسل وملك، وقال أهل التاريخ: ملك سليمان وهو ابن ثلاثة عشرة سنة، وابتدأ الملك ببناء المقدس بعد ملكه بأربع سنين، ومات وله من العمر ثلاث وخمسون سنة.
وذكر في كتاب "كشف الأسرار": لم وضع ملكه في فص خاتم؟ قيل: أراه ملك الجنة، فقال: حجر من الجنة له هذه الهيئة، وأيضًا أراه أنه تعالى يعز من يشاء كما أعز الحجر الأسود والذهب والفضة، فإن قيل: لم جعل رسوله طيرًا؟ قيل: أراد أن يبين لهم أحوال الجنة وطاعة الطيور له.
وذكر في "المدارك" في تفسير قوله تعالى: (قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) الآية. قيل: إنها نملة عرجاء تسمى طاخية أو منذرة. وعن قتادة: أنه دخل الكوفة فقال: سلوا عما شئتم، فسأله أبو حنيفة ﵁ وهو شاب عن نملة سليمان، أكانت ذكرًا أم أنثى؟ فأفحم. فقال أبو حنيفة ﵁: كانت أنثى، فقيل له: بم عرفت؟ لقوله تعالى: (قالت نملة) ولو كانت ذكرًا لقال: قال نملة، وذلك أن النملة مثل الحمامة في وقوعها على الذكر والأنثى، فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم: حمامة ذكر، حمامة أنثى، وهو [و] هي.
وذكر في "كشف الأسرار": قوله: سؤال: لم لم يأت بعرشها بدعائه؟ قيل: أراه الله عجزه في ملكه، وأراه أنه لا يعطي الكل إلى أحد، فإنه لو أعطى الكل إلى أحد، لكان ذلك الواحد كاملًا، وليس الكمال إلا لله تعالى. وقيل: إن رجلًا وامرأته اختلفا في ولد لهما أسود، فقالت المرأة: هو ابنك، وأنكر الرجل، فقال سليمان ﵇ للرجل: هل جامعتها في الحيض، قال: نعم قال: هو ولدك إنما سود الله وجهه عقوبة لكما. وهو المراد بقوله تعالى (ففهمناها سليمان) وذكر في "المدارك" في تفسير قوله تعالى: (ففهمناها سليمان) قيل: إن الغنم رعت الحرث وأفسدته بلا راع ليلًا، فتحاكما إلى داود ﵇ فحكم بالغنم لأهل الحرث وقد استوت قيمتاهما، فقال سليمان: وهو ابن إحدى عشرة سنة ارفق بالفريقين، فعزم عليه ليحكمن، فقال: أرى أن تدفع الغنم إلى أهل الحرث ينتفعون بألبانها وأولادها وصوفها، والحرث إلى رب الغنم حتى يصلح الحرث، ويعود إلى هيئته يوم أفسد ثم يترادان. فقال داود ﵇: القضاء ما قضيت. وقال مجاهد: كان هذا صلحا، وما فعله داود ﵇ حكما، والصلح خير، وأما في شريعتنا فلا ضمان عند أبي حنيفة وأصحابه ليلًا كان أم نهارًا، إلا أن يكون مع البهيمة سائق أو قائد، وعند الشافعي يجب الضمان بالليل.
1 / 22