ما ينبغى للملك ان يعاشر من الناس وقد قالوا إذا عاشر الملك أهل العقل والأدب ، وذوى الرأى واخسب يزداد عقلا وبهاءا وجمالا ، ويكون تصرفه فى بملكته برأيهم ، فيكون ذلك سببا لثبات ملكه ، ودوام بملكته وقال ابن عباس رضى الله عنهماز مجالسة العقلاء تزيد الشرف وأولى ما يجالس الملك العلماء فإنهم هم العقلاء ، وهم الذين يدلون الناس الى الصراط المستقيم تقريب العلماء وقال أهل الفضل ينبفى للسلطان أن لا لى مجلسه من كبار العلماء ، كأن سليمان بن عبد الملك وهو خليفة يأتى عطاء بن أبى رباح وكأن الرشيد يأتى مالك بن أنس، وكان الأمين والمأمون بمشيان الى العلماء وينبفى للسلطان أن يبعل للعلماء منه مجلسا خاصا ، يذاكرونه فيه بالعلم ويذكرونه ألاء الله عليه ، وإحسانه إليه والمراد من العلماء الفقهاء الذين فقهوا عن الله أمره ونهيه ، وهم أهل الفقه واخديث وما يتعلق بهما من العلوم الشرعية ، ويما يعن السلطان على طلب العلماء ويمجالستهم اقتناؤه الكتب الشرعية كالفقه وتفسير القرأن واحديث وما يتعلق بها من النحو واللغة والتصريف وترح غريب اللفة ، هذه الكتب هى النافعة ، وإذا نظر فى شىء من ذلك وأشكل عليه شىء إحتاج الى سؤال العلماء عن ذلك فيجالسهم بسببه وليحذر السلطان من النظر فى كتب الفلسفة والنجوم ، فإن مصنفى هذه الكتب زنادقة ، وهم أعداء الرسل
Sayfa 124