الفصل السابع في أوصافه الجميلم وأخلافه الحميدة إعلم أن مولانا السلطان خلد الله ملكه موصوف بالأوصاف اجميلة التى ذكرناها في الفصل السابق ، ويهدا رفع الله قدره ومن جملة أوصافه اجميلة ، أن أى عالم أو فقير صالح يرد الى الديار المصرية جسنن إليه من قبل الناس كلهم من إنعام إليه وإحسان إليه من ذهب وفضة وقماش ودابة مثمنة ، ومنها أنه لم يزل كأن يتعصب لأهل الخير والإستحقاق عند الملك المؤيد وغيره من أرباب احكم والدنيا وكأن سعيه فى ذلك لله تعالى من غير إالتفات الى الدنيا ، فإذا كان هذا شأنه قبل السلطنة مع قصور الباع ، فما ظنك به وهو سلطان الإسلام والمسلمين مع طول الباع وسعة القدرة؟ ومنها أنه لم يزل كان يسعى فى أخير عند المؤيد وغيره ، ولم يسع يوما من الدهر بشر فى حق أحد ، ولا فى حق من كأن يعاديه ولا سعى بقطع رزق أحد ولا بإعدامه ، فلا جرم أن الله رفع قدره ، وأجل شأنه من بين طوائف جنسه ، ومنها أنه لم يزل كان مستشار الملك المؤيد لكون أرائه حسنه عالية حتى سمعت المؤيد رحمه الله مرارأ عديدة كأن يقول : ما عندى من يصلح للخطاب فرد الجواب إلا فلان، وكان يعنى به مولانا السلطان خلد الله ملكه ، وشاهد ذلك أن كل حركة تحرك بها بعده كانت سعيدة زاد الله سعده في الدارين . ومن أخلافه اخميدة حلمه الواسع وهو مشهور به ، والله تعالى زينه به لإرادته له خيرا ويروى أن الله تعالى جب الحكيم
Sayfa 108