هذا، والأنهار تساير ركابه وقد صيغت من دم العدى بأحمر قاني، والأشجار تميل طربا بالهناء كما يميل النشوان بين الأغاني. والأطيار تطرب بغنائها، وقد أقسمت أنها لا تنوح وكيف تنوح وقد خضبت كفها وطوقت الجيد، والناس يقولون: أيا عجبا في أول رمضان يكون عيد و[في] آخره عيد. وأسباب النصر تأتي إلى الإسلام، والقلوب تقول: هل من مزيد؟ والأيدي من لطف الله تجتدي، والعزائم للأعداء تزدي، وبنصر الله ترتدي. ونهر بردا يقول عند تغريد الحمامة:
يا برد ذاك الذي قالت على كبدي. والدنيا قد تاهت بسلطانها فرحة وسرورا، وهام الجوزاء تود لو كانت له، خلد الله ملكه، منبرا وسريرا. والأدعية إلى الله ترفع بخلود أيامه الطاهرة، ودوام دولته التي أصبحت على أعداء الدين ظاهره. والرعايا تقول: هذا الملك الذي حمى الله بعزائمة الديار، وأخذ الثار وأدار العدا إلى دار البوار. ووقف لا يبتغي إلا وجه ربه، وقاتل بنفسه وبكتائبه وكتبه. والله لدعائهم سامع ومجيب، ومكافيه - خلد الله سلطانه - بكل فتح مبين ونصر قريب.
Sayfa 52