[72_2]
هو إن راح قلبه ... حرم الناس في النفس
وفيها لبعضهم:
وطائرة ترفرف بالجناح ... وترقص في المساء وفي الصباح
مرفعة على كل البرايا ... تسرك في الغدو وفي الرواح
لها من خلفها أبدا رسول ... يسير بها على هوج الرياح
وفيها أيضا:
ومحبوبة في القيظ لم تخل من يد ... وفي القر تسلوها أكف الحبائب
إذا ما الهوى المقصور هيج عاشقا ... أتت بالهوا الممدود من كل جانب
وعلى ذكر المروحة ما نقله أبو الفوارس إسرائيل الدمشقي قال: كنت عند السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، فحضر رسول صاحب المدينة المصطفوية، على ساكنها أفضل الصلاة وأكمل تحية، ومعه هدايا وتحف. فلما جلس أخرج من كمه مروحة مكتوب عليها سطران بالسعف الأحمر، وقال: الشريف يخدم مولانا السلطان، ويقول هذه المروحة ما رأى السلطان ولا أحد من بني أيوب مثلها فاستشاط الملك غضبا، فقال الرسول: يا مولانا السلطان، لا تعجل بالغضب قبل تأملها. وكان السلطان صلاح الدين ملكا حليما، فإذا مكتوب فيها:
أنا من نخلة تجاور قبرا ... ساد من فيه سائر الناس طرا
شملتني سعادة القبر حتى ... صرت في راحة ابن أيوب أقرا
وعلى ذكر الألغاز ما أنشأته في الشمع، وأرسلته لبعض الإخوان الأدباء وهو:
يا سيدي ومنجدي ... ومن به معتمدي
يا أوحد العصر ويا ... أبجل من في البلد
فقت أناسي وقتنا ... بالحب والتودد
ما اسم ثلاثي رقى ... إلى العلا بسؤدد
Sayfa 72