[38_2]
كأن مرامي النبل نقط جراية ... إذا طعنت جزم جراح الظبا كسر
كأن مثار النقع ترب خطه ... لهذا وجوه العلج صرعى بها عفر
كأن الكماة الصيد قناص اغتدى ... له الروم صيد والسلاح له صقر
كأن الطلا ورد كأن سيوفهم ... عطاش تروم الورد وهي لها نهر
كأن الوغى ساق كأن كؤوسه ... جماجمهم أضحت كأن القنا خمر
كأن جيوش الدين فيهم إذا سطت ... كأن ليوث لها في كل جارحة ظفر
وتنظرهم وقر الحديد تقودهم ... رجال لسبل الموت أنفسهم نذر
فلا تعجبن من حالهم وفعالهم ... فللكلب نبح حين يلحقه ذعر
وإن نصبوا للحرب أو رفعوا لها ... عجاجا فمن جهل فعامله الكسر
وتفتض قهرا كل عذراء قد سمت ... نفوس ذويها في النكاح لها مهر
بعيدة ما بين السماكين رفعة ... لها البدر تاج والدراري لها در
لقد حاولت قرط الثريا فعاقها ... حمى الليث عنه واستقر به النسر
ومدت لقرص الشمس كفا فكفها ... حجاب ولولا الحجب ما صدها حر
فعادت وقلب الشمس يخفق خشية ... وألوانها من خوفها أبدا صفر
وترجع منصورا وصدرك واسع ... وتكسب ما صانوا وفيه لك الأجر
أودعكم لازال ترعاكم المنى ... وتوليكم البشرى ويلقاكم البشر
وتأبى التي ما بين جنبي أنها ... تفارقكم لكنما خانها العسر
تحدثني نفسي المسير بإثركم ... وراحلتي رجلاي والمأكل النزر
ونثري أحاديث الجهاد وفتحكم ... بصحف إذا ما طولعت يحمد الذكر
ولكن تخاف العذل نفسي فتنثني ... ويزعجها شوق فيقعدها الفكر
فإن تقبلوا عبدا مطيعا أطعتها ... وسرت وتأويبي الثنا والسرى الشعر
وإلا فدمتم في فتوح ونصرة ... دعائي لكم سر ومدحي لكم جهر
Sayfa 38