[28_2]
كتمت ولي نفس تذلل في الهوى ... فأنفاسها حرى وأدمعها عبرى
ومن قبل هذا كان عشقي مضمرا ... خفيا ولام العهد مستغرقا سرا
ولكن دمعي مظهر وشواهدي ... تخبر أن الهجر قد قصم الظهرا
وما كان لي عطفا ولا خبرا أرى ... من الوصل كلا لا ولا جملة صغرى
ولما دعاني الصد حرفا مضارعا ... مليا من الحالين ساومني ضرا
رفعت لها رأسي وعهدي بنصبه ... ولكن حالي فيه قاعدة أخرى
فما نظرت نحوي ولا رق طرفها ... لما بي وماست والقلوب لها جسرا
فلا هي من دمي تحل ولا ازدهت ... سبيل الأماني ما اقتضت سرمدا هجرا
تحيرت في أمر اللقاء فسلطت ... علي النوى فاستمطرت أدمعي تترى
ألا أيها الركب العراقي بلغوا ... أحباي قتلي واعظموا لهم الأجرا
وقولوا لهم إن غالني غائل النوى ... فلا يجزعوا بل يحسنوا بعدي الصبرا
فما مت حتى شيد الصد والجفا ... نحولي واستوفت منابتي الفخرا
وحتى شفيت النفس من كل عاذل ... وأبقيت في أعقاب من عشق الذكرا
فان سألوا ما بالهم فأخبروهم ... باني قتيل الغانيات ولا فخرا
فان أخذوا ثأري فذلك بغيتي ... وإلا فلي من دونهم سيدا ذخرا
أمير القوافي والعلوم ومن غدت ... به القوم تستملي ركاياهم درا
خليل جليل عالم متبجر ... كريم السجايا قد غدا كفه بحرا
له في تحاقيق العلوم بدائع ... تعالت فما الزهرا فما النجم والشعرى
إذا ثار نقع البحث كان أمامه ... يبدد فرسان العلوم إلى اليسرى
نبي سخاء وحيه الجود والندى ... له السعد دين والسماحة والبرا
أمولاي إني قد أتيت مقصرا ... بمدحي فعذري سيدي لك مضطرا
ومن يهب النيل الذي سمحت به ... يداك بلا من فلن يمنع العذرا
Sayfa 28