[21_2]
أسهرني ذكري لذات الوشام ... وقرح الأجفان هجر المنام
وأضرمت في القلب نار الجوى ... لما رأت عيناي تلك الخيام
هيفاء إن ماست تخلي الحشى ... من مقلتيها مثخنا بالسهام
لو صنم عابده إن رأى ... طلعتها يوما لصلى وصام
أو قو لوط أبصروا حسنها ... لما استحالوا دهر هم للغلام
أو أن هاروت رأى لحظها ... لقال إني قد تركت الحرام
يا طيفها ذرني لكي تنطفي ... نار التي قد وقدت بالعظام
وبلغ الشوق إليها عسى ... تجود للمضني برد السلام
وربما تسمح لي أن أرى ... ذاك اللمى والجيد والابتسام
اخبرها عن حالي ونوحي الذي ... علم فوق الأيك نوح الحمام
لعلها يوما تصل مدنفا ... صيره الهجر شبيه الحطام
مع أنه لم يدر طرق الهوى ... والرأس منه قد غدا كالثغام
دعها وروحي لا أريد الفدى ... قتلي حلال وعليها السلام
لا عجب إن لامني لائم ... لأنه قبل يرى الخال لام
عدمته ما كان في لومه ... إلا ضريرا وعديم الكلام
ما باله هل إنه ما درى ... حتى غدا مستندا للملام
نعم فلو شاهدها لاغتدى ... صريع لا يدري الضيا والظلام
فإنما بدر السما خادم ... من حسنها قد استعار التمام
فاعجب لخال كافر عابد ... لنار خد زائد الاضطرام
ما عجب هذا ولكن ما ... مثلي غلام في هواها استهام
لا أعرف العشق ولا أدره ... لان عهدي لقريب الفطام
اخترتها مالكة لي وما ... يوما تقل بشراي هذا غلام
Sayfa 21