[13_2]
والأقحوان الثغر منه باسم ... وكذلك الغض العيون النرجس
يختال في قضب الزبر جد مارحا ... والرأس منه مائلا بتنكس
وبنفسج آس وورس أخضر ... ومضاعف المنثور نزهة مجلس
والورق تشدو والغصون رواقص ... والسحب تبدي القطر عند تنفس
فاشرب معتقة الدنان شمولة ... تذر الهموم صحيفة المتلمس
وأسطو على خطب الزمان ببأسها ... إن المدام أنيسة المستأنس
هذا هو العيش الهني ففز به ... والجأ بخطبك للمحل الأقدس
فهو المحل المستنير بمن غدت ... آراؤه عونا على الزمن المسي
الفاضل الحبر الهزبر ومن غدا ... أمن المروع ورأس مال المفلس
ركب الفضائل وارتقى حتى غدت ... من دون رتبته مجاري الأطلس
لاشك أن الدهر طوع يمينه ... فيرى التصرف لا بشق الأنفس
عرضت عواقبه الأمور عليه ان ... قادت تخاطبه بقلب أوجس
فأمدها عزما وبرثن سطوها ... فمضت محتمة بغير تهجس
تلقى سهام مصابها عن قوسه ... فتصيب نحرا للحسود الأتعس
مولاي فضل الله أنت مؤملي ... من جودك الطامي بكأس أحتسي
رضت الفضائل والمكارم والعلى ... ولأنت أجدع كل قرم أشوس
ورفعت عن بكر العلوم براقعا ... وخطبت منها عوانسا لم تمسس
لازلت راق في العلا مترديا ... في حلة المجد الأتم الأنفس
قوله تذر الهموم صحيفة المتلمس هذا مبني على حكاية لطيفة لا بأس بذكرها.
كان من خبر المتلمس فيما أورده الميداني إن عمرو بن المنذر بن امرئ القيس كان يرشح أخاه قابوس ليملك بعده، فقدم عليه المتلمس وطرفة، فجعلهما في صحبة قابوس، وأمرهما بلزومه. وكان قابوس شابا يعجبه اللهو، وكان يركب إلى
Sayfa 13