============================================================
روض المناظر فى علم الاوائل والأواغر سنة وخمسة عشر سنة، ولما مات موسى قام يتدبير بنى اسرائيل يوشع بن نون ابن عشرة إلى يوسف، أقام يهم فى التيه ثلاثة ايام، ثم سار بهم الى نهر الشريعة، وانكشفت الأرض حتى عبرواء ثم عاد الماء، وذلك حين أمر يوشع حاملى صندوق الشهادة والالواح ان يقفوا بها على حافة الشريعة لما لم يجدوا سبيلا.
وتزل بهم يوشع على أريحا قرية الجبارين، وصوت حولها بالقرون، فانهدمت اسوارها، وأخذها بالسيف، ثم سار الى تابلس، إلى الموضع الذى فيه يوسف، ودقن عظامه هناك، ثم توفى يوشع بعد تدبيره بنى اسرائيل ثمانيا وعشرين سنة، ودفن فى كفر حارس وعمره مائة وعشرون سنة(1).
ولم يتول على بنى إسرائيل ملك بعد موت موسى، ولكن حكام يدبرونهم كالقضياة مدة اربعمائة وثمانين سنة، فملك يوشع الشام، وفرق بين عماله وبين بنى اسرائيل نحو ثمان وعشرين سنة، ثم ترفى وله من العمر مائة وعشر سنين، ودفن فى كفر حارس: وفى تاريخ أبى سعيد المقرئ أنه مدفون فى المغمس، ولم يزالوا به كذلك إلى شمريل التبى، قدبرهم أحد عشر سنة، ثم سالوا بنو إسرائيل ان يقيم فيهم ملكا، فأقام شاؤل، وهو طالوت، قيل كان راعيا، وقسيل سقا، وقيل: دباغا، وكان آخر حكام بنى اسرائيل، فقاتل جالوت من جبابرة الكنعانيين، وكان من الشدة وطول القامة لا يمكن أحدا أن يبارره، فذكر شمويل علامة الرجل الذى يقتله، فوجدت فى داود، فبرر لجالوت وقتله، وكان عمره ثلاثين سنة، ومات شمويل وعمره اثتان وخمسون سنة .
وأحب الناس داود(1)، فحسده طالوت وأراد قتله، ثم ندم وقصد الغلسطينيين، وقاتلهم الى آن استشهد هو واولاده في أواخر سنة خمس وتسعين وأربعماية لوفاة موسى، فملك على أحد عشر سبطا ايش يوشت بن طالوت، وعلى سبط يهودا فقط داود - عليه السلام -، وبينه وبين يهودا عشرة آباء.
ثم استوثق له الملك، ودخلت جميع الأسباط تحت طاعته، وانتقل الى القدس، (1) ذكر ابن الجررى انه دفن فى جبل افرايم. المتظم (379/1) .
(1) هو داود بن ايشار بن عويد بن عابر بن صلمون بن نحشون بن عويناذب بن ارم بن حصرون بن نارض بن يهوذا بن يعقوب بن إمحاق بن ابراهيم الخليل - عليه السلام = البداية والنهاية (9/2) . ولا نصدق هذا الكلام الذى قساله المصنف فى طالوت فسإنه كان نبى، وهلا لا يجور على الانبياء، قلعله من كلام بنى اسرائيل وافتراء اتهم.
Sayfa 36