============================================================
روض المناظر فى حلم الأوايل والأواخر الأرض من أقصى بلاد الصين بالمشرق إلى طنجة اقصى بلاد المغرب، أرجل هؤلاء مقابلة لأرجل اولئك.
وايتداؤه عرضا من ناحية الجنوب، تحت معدل التهار، حيث يكون الليل والنهار متساويين أبدا إلى الإقليم الثانى الملاصق له من جهة الشمال، وكذلك إلى آخر الإقليم فى جهة الشمال، طوله أربعة آلاف وثماتون ميلا.
قالوا: وجميع مسافة العرض الفان ومائة وأربعون ميلا، وما خلف الإقليم من جهة الجثوب من عمارة قليلة متفرقة من بلاد السودان، لا يعيش فيها حيوان من شدة الحر، ومن جهة الشمال من بلاد الصقالبة، ويأجوج ومأجوج، كذلك لشدة البرد.
وطول كل مدينة بعدها من أقصى المغرب، وعرضها بعدها عن خط الاستواء، قالتى فى أقصى المغرب لا طول والتى تحت خط الاستواء لا عرض لها، والتى فى الوسط عرضها تسعون درجة، وهى وسط الارض، قالوا: هو وادى سرنديب، حيث هبط آدم عليه السلام وما روى عن رسول الله "أن وسط الأرض هو الكعبةه . فبالنسبة الى المعمور مثها، وما روى أته بيت المقدس فلأنه المحشر، والمراد بالوسط حيثذ الاعدل، لقول تعالى: كذلك جعلناكم أمة وسطا (البقرة: 134] .
وهذه الاقاليم السبعة الإقليم الرابع منها هو أعدلها، وهو إقليم الأنيياء والحكماء، والمستولى عليه الشمس، ولأهله من البروج: الجوراء، ومن الكواكب: عطارد، وعرضه ثلاثمائة ميل، ومن مدينة خراسان العراق والرى وأصبهان، وديار بكر، والشام، وبيت المقدس، ويليه فى الاعتدال الإقليمان الثالث والخامس، فالمستولى على الثالث: المريخ، ولأهله من البروج: العقرب، ومن الكواكب: الزهرة، وعرضه ثلاثماية وخمسون ميلا، ومن مدينة مصر، والحجار إلى بلاد القيروان وطنجة، والمستولى على الإقليم الخامس الزهرة، وله من البروج: السرطان، ومن الكواكب: المريخ ، وعرضه مائتان وخمسة وخمون ميلأ، ومن مدينه خواررم وأرمينية، والقسطنطينية الكبرى، الى بلاد الاتدلس.
والاقاليم الباقية أهلها ناقصون عن طبيعة الأفضل كالزنج والحبشة فى الأولين، وياجوج وماجوج والصقالية فى الآخرين.
Sayfa 26