Beyan Rovzası
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Türler
أرعوا عقولهم رياض تشدق ... فرعى حماها طايف الشيطان ألا تزغ عنهم عنانك مقصرا ... تصبح عميد البغي والطغيان
ولئن سألت طريق رشدك تلقه ... يا غر إن لم تعد في العدوان
ولئن نزعت إلى ضلالك طامحا ... كبرا وكنت كطامح سكران
لما طما بك بحر كبرك لم تجد ... يا غر معتقلا سوى البهتان
وزعمت جهلك أنه من خلقه ... فغدوت في شرك من الخذلان
فاقنع بهذا أو فبن متفردا ... ... وانأى فكن حيث التقى البحران
أصبحت كالضمآن يتبع عسقلا ... يبغي شفاء حرارة الظمآن
أنى تحاول بالنهاية دائبا ... ... تستنه دينا من الأديان
سميته ما لم يسم تقحما ... ... ... هانت عليك عقوبة الديان
ماذا تقول إذا وقعت محاسبا ... ... وسئلت عن لقلاقك الفتان
إذ كل نفس عند ذاك رهينة ... ... يوم الحساب وكل وجه عان
بجراءة بارزته متعرضا ... ... للقاء من يلقاك بالنيران
ورأيت تشبثات لا يتعلق بها من كان له قليل من علم ولا يفوه بها إلا بليد جاهل ، فمن ذلك قوله :
ما باله أضحى بزعمك محدثا ... ... ما محدث إلا وشيكا فان
وحاصله : أنه يلزم من قال أن القرآن مخلوقا القول بفناء القرآن لأن كل شيء محدث فهو فان .
وجوابه : أن الفناء جائز عليه سواء وقع أو لم يقع ، وكل ما جاز عليه عدمه استحال قدمه ، ومن ذلك قوله :
ولديه أنباء لما هو كائن ... أو كان أو سيكون في الأزمان
وحاصله : أن في القرآن أخبار المغيبات الواقعة في الزمان الماضي ، والتي تقع في الحال والتي ستكون في الاستقبال ، ومن كان كذلك فليس بمحدث وجوابه من وجوه :
أحدها : أنه ليس في القرآن جميع ذلك بل بعضه .
ثانيها : أن كون القرآن فيه إخبار المغيبات لا ينافي كونه مخلوقا ، ولا يستلزم قدمه ، ولو استلزم الإخبار بالمغيبات قد المخبر بها للزم قدم كثير من الرسل { لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول } (¬1) .
ثالثها : إن كون القرآن فيه علوم الغيب دليل على خلقه لا على قدمه فإنه ظرف للإخبار بها ولا شك أن كل ما كان ظرفا فهو مخلوق ومن ذلك قوله :
لم يعد إن يك بين خلق سمائه ... ... والأرض مخلوقا بلا نقصان
Sayfa 170