84

Rasail Wa Fatawa

رسائل وفتاوى العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين (مطبوع ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، الجزء الثاني)

Yayıncı

دار العاصمة،الرياض

Baskı Numarası

الأولى،بمصر ١٣٤٩هـ،النشرة الثالثة

Yayın Yılı

١٤١٢هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

Fetvalar
الأمة على أصل الشرك الأكبر. يوضح ذلك ما حصل من ارتداد أكثر أهل الجزيرة بعد موت النبي –ﷺ وقتال الصديق والصحابة لهم على اختلاف تنوعهم في الردة، وقال أبو هريرة لما مات النبي –ﷺ: وكان أبو بكر وكفر من كفر من العرب، وردة بني حنيفة مشهورة. وقول النبي ﷺ: "إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون" ١ معناه: أنه يئس أن يطيعه المصلون في الكفر بجميع أنواعه، لأن طاعته في ذلك هي عبادته، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ ٢. ومن استدل بالحديث على امتناع وجود كفر في جزيرة العرب، فهو ضال مضل، فماذا يقول هذا الضال في الذين قاتلهم الصديق والصحابة من العرب، وسموهم مرتدين كفارا؟ فلازم دعوى هذا الضال أنه لم يكفر أحد من العرب بعد موت النبي –ﷺ، وأن الصحابة أخطؤوا في قتالهم والحكم عليهم بالردة، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي –ﷺ أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى" ومكانهما معلوم، وقال –ﷺ: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء دوس عند ذي الخلصة" ٣ وهو صنم لدوس رهط أبي هريرة، بعث النبي –ﷺ جرير بن عبد الله البجلي وهدمه. وفي الحديث الصحيح من خبر الدجال: "أنه لا يدخل المدينة بل ينزل بالسبخة؛ فترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج منها على كافر ومنافق" ٤ فأخبر أن في المدينة إذ ذاك كفارا ومنافقين. ويقال –أيضا- لهذا المجادل: بين لنا الشرك الذي حرمه الله وعظم أمره

١ مسلم: صفة القيامة والجنة والنار (٢٨١٢)، والترمذي: البر والصلة (١٩٣٧)، وأحمد (٣/٣١٣،٣/٣٥٤،٣/٣٦٦،٣/٣٨٤) . ٢ سورة يس آية: ٦٠. ٣ البخاري: الفتن (٧١١٦)، ومسلم: الفتن وأشراط الساعة (٢٩٠٦)، وأحمد (٢/٢٧١) . ٤ أحمد (٤/٣٣٨) .

1 / 179