جاء في مثلنا: لا تدع لصاحبك بالسعادة تخسره. فأنا أحمد الله - كما قال أخوك محيي الدين - على «الشقاء »، ولعل هذا المثل إذا صح في اللئام فهو أصدق في الأدباء. إن الألم خير مهماز لنا؛ فلتهمز الدنيا وتنخس؛ فالجلد تمسح ...
لقد أجملنا فلنفصل: أنت دخلت إلى نصرتي من ثقب الباب. أما صاحبتنا فثقبت ثقبها ودخلت، واجترأت على خارج البيت وداخله، حتى لم تترك فيه مغرز إبرة إلا صقر المحمدين: محمد الأعظم وجاره يسوع، اللذين حميا «قاعة الخالدين»، ومحمد الأصغر الذي ظلله سميه بشفاعته، فما تجرأت الصاعقة على دخول غرفته.
ولما كان الشيء بالشيء يذكر، اسمح لي أن أروي لك قصة محمدي: «عندما مرض محمد بداء «هزة الحيط»، ويئس الطب منه، استعملت مع النبي الكريم فظاظة الأعراب وقلت له: لا تستطيع أن تحمي واحدا من خمسمائة مليون، سميناه باسمك تبركا وتيمنا! فكأنه
صلى الله عليه وسلم
استجاب دعائي، واكترث لقضية سميه الدقيقة، فشفي. ومن بعد هزة الحيط صارت لبطته تهد الحيط، ومن لا يصدق فالتجربة أصدق برهان.»
لا تلمني على فظاظتي التي اعترفت لك بها، ولست أول من سمعها، بل أنت أول من كتبت له، ولكن لا لوم ولا تثريب؛ فالنبي
صلى الله عليه وسلم
احتمل أكثر منها من غيري.
أما أنا فتعلمتها من راهبات مار يوسف. أما هؤلاء الراهبات فكن إذا شح زادهن، ولم يرزقن خبزهن اليومي، يهرعن إلى تمثال شفيعهن مار يوسف، ويعاقبنه بالوقوف - أوزاريه - عفوا إذا استعملت لغة التانتات في هذه المناسبة. وهكذا يظل مار يوسف موليا وجهه شطر الحائط حتى تأتي الرزقة.
يظهر يا أخي أن الإيمان يرفع الكلفة، وهذا ما حصل عندما أعيا الطب، والحمد لله على حسن النتيجة.
Bilinmeyen sayfa