إلى آخرهم: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن عبادة من سواه؛ قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ ٢، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ ٣ الآيتين.
ويكون عندك معلومًا: أن لله تعالى أفعالًا، وللعبيد أفعالًا. فأفعال الله: الخلق والرزق والنفع والضر والتدبير؛ وهذا أمر ما ينازع فيه لا كافر ولا مسلم. وأفعال العبد: العبادة: كونه ما يدعو إلا الله، ولا ينذر إلا لله، ولا يذبح إلا له، ولا يخاف خوف السر إلا منه، ولا يتوكل إلا عليه. فالمسلم من وحّد الله بأفعاله سبحانه، وأفعاله بنفسه. والمشرك: الذي يوحد الله بأفعاله سبحانه، ويشرك بأفعاله بنفسه.
وفي الحديث: " لما نَزَّلَ الله عليه: ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾، صعد الصفا ﷺ فنادى: واصباحاه! فلما اجتمع إليه قريش قال لهم ما قال، فقال عمه: تبًا لك! ما جمعتنا إلا لهذا! وأنزل الله فيه: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ ٤ ". وقال ﷺ: " يا عباس عم رسول الله، ويا صفية عمة رسول الله، اشتروا أنفسكم. لا أغني عنكم من الله شيئًا. ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئًا " ٥. أين هذا من قول صاحب البردة:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العممِ
وقوله:
ولن يضيق رسول الله جاهُك بي ... إذا الكريم تَجَلَّى باسم منتقمِ
_________
١ سورة الأنبياء آية: ٢٥.
٢ سورة النحل آية: ٣٦.
٣ سورة المدثر آية: ١.
٤ سورة المسد آية: ١.
٥ البخاري: الوصايا (٢٧٥٣) وتفسير القرآن (٤٧٧١)، ومسلم: الإيمان (٢٠٦)، والنسائي: الوصايا (٣٦٤٦)، والدارمي: الرقاق (٢٧٣٢) .
1 / 47