============================================================
كان الرجل أسود سبحان بارئ البرايا عن نقض الخلق، بل رفع درجة صفيه عن العيب لكنهم عموا عن ذلك واستكبروا عن السؤال ، فهم لا يهتدون إلا بالسيف. وقالت طائفة من الشيعة الإسمعيلية المقصرة بان الباري سبحانه سمى الضد إبليس، لانه بلا أب ولا أم، ولم يميزوا ما قالوا، وقد شهدوا بان آدم بلا أب ديني ولا أم دينية، وان المسيح بلا اب، فكان يجب ان يقال لكل واحد منهما إبليس حيث لم يكن لكل واحد منهما آب، ولم يكن لهم فرق بين الضد والولي، وهذا محال وزخرف لا يليق بالعقل، ولا يقبله عاقل.
وا اذكر لكم في هذه السيرة ما تحتاجون إليه من معرفة آدم واسمه ، واسم آبيه وبلده، واسم إبليس، واسم آبيه وبلده، وحدود آدم بكمالها إن شاء مولانا جل ذكره، عليه توكلت ، وبتأييده نطقت ، وبقوته فتقت ، وبعلمه رتقت، وهو العلي الخبير" العظيم. اعلموا ايدكم المولى بطاعته ان آدم الصفاء الكلي فهو ذو معة، وقد خدم في دعوة التوحيد والعبادة لولانا العلي الخبيرة في الأعصار الماضية قبل هذا الدور الذي لقب فيه بادم، لكنه ظهر في ذلك الدور في عالم يقال لهم الجن وكانوا يعبدون العدم؛ وكان آصل ولادة آدم الصفاء ببلاد الهند، بمدينة يقال لها ادمينية، وكان اسمه شطنيل واسم أبيه دانيل، وكان في ظاهر الأمر طبيب الأجسام، وهو في حقيقية الأمر طبيب الأرواح بالعلوم التوحيدية؛ فخرج من بلده إلى ان وصل إلى بلاد اليمن ، إلى مدينة كانت تعرف بصرنة، وتفسيرها بالعربي المعجزة. فلما دخل إليها وراى اهلها مشركين، دعاهم إلى توحيد مولانا جل ذكره وإلى عبادته
Sayfa 553