259

Hikmet Mektupları

Türler

============================================================

وربما تفللت مضاربه، فيزهد فيه حامله، ويتعب في صلاحه صاقله.

وكذلك النفس الشريفة التي قد تجوهرت وصفت، واقرت بتوحيد مدعها وامنت، إذا ابعدت من الرحمة، وعدمت غذاءها من نور الحكمة، رجعت ضالة بعد هداها، جاهلة بعد تقواها.

اله الله لا تزهدوا في الحكمة بعد الطلب، وانظروا إلى من قبلكم قد ذهب؛ واستيقظوا من غفلة الكرى، ولا ترجعوا إلى الضلالة بعد الهدى. فقد تأكدت الحجة على جميع الورى، وظهر البرهان لمن يرى وجرى فيكم ما لا في الأمم السالفة قد جرى. ولا يرجعن أكثركم بعد السبق إلى القهقرى، فلا ترجعوا على أعقابكم بعد السابق، واعتصموا بالعهد والميثاق، وشمروا في طلب الحكمة عن ساق، ولا ترجعوا بعد المان إلى النفاق، واجيبوا الداعي إذا دعاكم، واسمعوا نداءه إذا ناداكم، فمن اجابه طائعا، واناب إليه خاضعا، وانس إلى علمه سامعا، نال من نور الحكمة ضياء لامعا، وعلما نافعا. فسوف يدعون عن ريب فيصد أكثرهم ولا يجيب؟ وليدعين من يأتي بعدهم كما دعيتم اتم وأباؤكم. فإن اجابوا كما اجبتم، وسمعوا كما سمعتم، وسلموا الأمر المولى سبحانه كما سلمتم، واقتبسوا من نور الحكمة كما اقتبستم، خلصوا من الشبهات كما خلصتم. ومن صد منهم عن السبيل، وسلك طريق الحق بغير دليل، ورجع بعد المعرفة والوجود، إلى الانكار والجحود، وبعد الاثبات إلى العدم، فقد لحق بمن مضى من سوالف الأمم لا تطمئتوا إلى المهلة ، تستولي عليكم الغفلة، وارتقبوا الظهور، فإن ياتي في أغفل الأمور، فيستيقظ عند ذلك العارف الموحد، ويغفل عنه المنكر الجاحد، فلا ترقدوا بعد اليقظة، ولا تقصروا بعد النهضة ، فيكون

Sayfa 719