============================================================
يشاء معلها، مولانا الحاكم الأحد، الفرد الصمد، المنزه عن الصاحبة والولد، فعلة العلل حاضر في كل زمان، موجود في كل أوان ، وهو عبد مامور، فكيف يجوز لك أو لأحد من جميع العالمين ان يقول انه لا تدركه الأوهام بالتفكير، ولا تختلف عليه الأزمنة بالتغيير، ولا تصفه ألسن بالتعبير، وقد شهدت له بانه مخلوق، وهذه صفة الخالق ، وكل مخلوق مدروك، وكل مدروك يرى ويشاهد بالعيان ، وكيف انك ثبت واوضحت في قولك انه مدروك، لأنك قلت انه خلق من العقل والحس والوهم؟ ومن كان خلق العقل، فهو يدرك بالعقل، وكلهم مخلوقون مدروكون.
م انك قلت : ان هذه العلة هو السابق في كل عصر وزمان، ولا يجوز ان يقال لشيء سابق الأشياء غير من لا يكون فوقه مخلوق، وأنت قد قلت ان العقل فوقه، فكان العقل آحق بالسبق من مسبوقه، ثم بعده الحس، ثم بعده الوهم، كما نزلته أنت في نسق كلامك؛ وكيف يجوز ك ان تعتقد بان السابق ليس بذات نطق ولا سمع ولا شخص يقع عليه العين17، وقد شهدت له بالسبق؟ فإن كنت شهدت له بالسبق على غير عيان، فقد شهدت بما لا تعرف، وهي شهادة زور، وإن شهدت له بغير احاطة، فهو من المحال، لأنه لا يجوز لك الشهادة على ما لا تحوط به، وإن شهدت له بعقلك فقد ادركته وحاط به قلبك، فهو مخلوق مدروك، وإن قلت باني شهدت بما رأيت من علاماته للعالم ضرورة لا ابات18 حقيقة، فقد اشركته بالعال لها وبارئها الذي كونها؛ وكيف انك لا تقدر تقول هذا بعد ان جعلت فوقها العقل والحس والوهم؟ والكل
Sayfa 599