275

Dilde Mektuplar

رسائل في اللغة (رسائل ابن السيد البطليوسي)

Araştırmacı

د. وليد محمد السراقبي

Yayıncı

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م.

Yayın Yeri

الرياض

Türler

Edebiyat
فهو آخر الموجودات الطبيعية، وأول الموجودات العقلية، وهو معرض لأن يعلو فيلحق بالعالم الأعلى أو يسفل فيلحق بالعالم الأدنى، وقد قلت في ذلك: (أنت وسطى ما بين ضدين يا إن ... سان ركبت صورة في هيولى) (إن عصيت [الهوى] علوت علوًا ... أو أطعت الهوى سفلت سفولا) فمن أجل أنه جمع في خلقه جميع ما في العالم الأكبر صار مهيأ بفطرته الفاضلة مستعدًا بقوته العاقلة؛ لأن يتصور جميع ما في العالم الأكبر، وبيان ذلك أن مدركات الإنسان صنفان: محسوسات، ومعقولات، فالأشخاص هن محسوساته، وأنواعها وأجناسها ومبادئه هن معقولات، وله إدراكان، إدراك بالحس للأشياء المحسوسة، وإدراك بالعقل للأشياء المعقولات، لأن كل شيء إنما يدرك بشكله، فإدراكه المحسوسات يسمى كماله الأول وحياته الأولى، وإدراكه المعقولات يسمى كماله الثاني وحياته الأخرى، فإذا كان العالم كله صنفين: محسوس

1 / 332