فى الآية (إماما) وجب [1] أن يكون المراد به اما الحال أو الاستقبال دون الماضى، والنبوة كانت حاصلة له قبل ذلك.
فبان [2] هذه الجملة انفصال احدى المنزلتين من الاخرى وأن من قال:
احداها يقتضى الاخرى على كل حال فبعيد من الصواب.
وهذه الجملة كافية فى هذا الباب.
فاذا ثبت ذلك فقول النبى صلى الله عليه وآله لعلى (عليه السلام): (أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبى بعدى (14) لا يجب أن يكون باستثنائه النبوة استثناء [3] امامته لأنا قد بينا أن الامامة تنفصل عن النبوة فليس فى استثناء [4] استثناء الامامة.
على أنا لو سلمنا أن كل نبى امام لم يلزم أن يكون كل امام نبيا وانما تكون الامامة شرطا من شروط النبوة وليس اذا انتفت النبوة انتفت الامامة كما أن من شرط النبوة العدالة وكمال العقل وليس اذا انتفت النبوة عن شخص وجب أن ينتفى منه العدالة وكمال العقل لان العدالة وكمال العقل قد ثبت فى من ليس بنبى. وكذلك لا خلاف من أن الامامة قد ثبتت مع انتفاء النبوة فلا يجب بانتفاء النبوة انتفاء الامامة.
وقد استوفينا الكلام فى هذه المسألة فى كتاب الامامة [5] وفى المسائل الحلبية [6]، وبلغنا فيها الغاية، فمن أراد ذلك وقف عليه من هناك إن شاء الله تعالى.
Sayfa 114