============================================================
وسل ابن سبعين وحكمة الفيلسوف ليست حكمة، فإنها تبصر الأغيار، وتتتقل من أثر إلى اثر، وفاتها كنز التحلق الذي تحت الجدار، وكاملها في كد الهروب من الكون، وذل الزيادة الواردة على عقله الفعال فليس له استقلال ولا لكماله ثبوت ولا قرار، وهو بالجملة يتحبط في وهم الإضافة، ونظر الأغيار.
وكذلك الصوني: فانه يتلذذ بالمشاهدة، ويسوه بالتوجه، ويهلكه خبر التوله ويجعل غايته الفتاء(1)، وذلك كله يرجع الى الحاصل الموجود عنده قبل وحود التوجه والاعتقاد، وبالجلة يقبل الزيادة ويجاهد شيطان الاضافة، ويتعب فى جهدها بالإضافق، ويطلب الخلاص من مكابدة وهم العادة، وكأنه يحارب الباطل، ويترك طور شهوده في حق حقيقته ويترك الطور العامل هو العاطى، ويجد الفصل هو الطالع من القضايا الوجودية والآفل.
وجوهره مع ذلك كله يخبر بالرفيع والتازل ولسان حاله بوجود الغيرية والإضافة قائل، وللصورة المتممة المذكورة قبل غير قائل، فاعلم ذلك، واعمل على تحصيل القسم الأول بالحكمة الأولى، فهى عين الخبر، والصبر على الثبوت فيها بمدافعة غيرها من محله سر الأثر.
وقوله : (وبالحقيقة التى تقيمه في الصورة المقومة).
والصورة المقومة: هى التى قامت منها ماهية الشىء وكأتها الشىء المقول على جملته، كما تقول: ما هى الصورة المقومة للجسم؟ تقول: الجواهر الماتعمة بعضها مع بعض.
والستممة: الأعراض المحمولة عليه، أو تقول: ما هي صورة المقومة للسرير؟ نقول: الخشب والفاعل، وكونه موضوغا على قوائم المربع، والمتممة: على الرقاد عليه؛ وهي هذا الوجه تقال على العلل الثلاث، والرابعة هى المتممة.
واذا قلنا: ان الصورة هي التى بها هو الشيء ما هو؛ فتقول: صورة الجسم المقومة له: هى الجواهر والأعراض، أو نقول: ما الصورة المقومة للإسلام؟ نقول: الدعائم الخمس والتثمانية اعمال على قوله، وصورته المتممة: هى السعادة التي تحصل به.
أو تقول: ما الصورة المقومة للانسان؟ نقول: الحياة والتطق، والمتمة: ما يحصل من (1) قال سيدي محمد وفا وعنا به: القناء هو اضحلال كل متعرض متوهم لا يتهى للى غاية حققه وحقيقته: صدق العدم اللهي على كل موجود بالعرض في المحاز وغايكه: صادق من العلم بمحق كل كاذب من الوهم وهو اللاك الحقيقي:
Sayfa 72