============================================================
وسالة للقلوب عن الغيوب وظهرت، وأفيض عليها من نور الأرواح، فاستتارت القلوب وأشرقت، وزال عنها كدر الأغيار وصفت، وانفصل عنها شوها وتخلصت، وترك قيد شكل اشكالها وأطلقت والقت السمع وشهدت ما عنه أحبرت، وطلع منها فجر ليلها وحلت، وتجلى لليصائر مشهودها فأبصرت وأمدت البصائر الأبصار بتور شهودهاء فرأت الحق ظاهرا في كل مرئى رأت، فنيت الحوادث وحقت، بقيت الباقيات، والحقائق حققت، والتحق الأزل بالأبد، الملك لله الواحد الأحد.
الهي، هنا فلي في الدنيا بشوم معصيتى، وسترك مسدول علي، فكيف به في الآخرة عند هتك الأستار14 وهذا سرى باد بسوء الحال علي، فكيف به عند كشف الأسرار4!
وها باب التوية مفتوح وآنت تنادي: هل من تائب؟ وأنا مقيم باق مع الإصرار، معلول مكون ما وحدت للعلة دواع ولا للكسر جبارا، ناكس الرأس حجلان بين الصالحين والأحيار، لا اذني تسمع، ولا عيني تخشع، ولا قلبي يحضر، ولا فكري يرفى، ولا عقلي يعقل ولا أفهم، ولا لي اعتبار، قد غليتني ذنوبي، وفتحت وجهي عيوبي، ماش في الظلم وأهل التور يسشون في الأنوار، عاجز عن دفع ضر أو حلب نفع، منقاد لما شعت منى بسلاسل الأقدار، ما الحيلة في المقدور، وإذا نزل أصم السمع، وأذهب العقل، واعمى الأبصار ليعلم أن السعادة السابقة لا شيء يرفعها، والشقارة اللاحقة لا شىء يدفعها، لأن الأمر ناقذ صائب، على كلا الفريقين حاكم غالب، لا تنازع الأقدار فتهلك ولا تلق نفسك في ضيق هذا المسلك فإنه لا منازعة لمن هو غالب قاهر، ولا مدافعة لمن هو قوي قادر لم يق الا التسليم عند تحقيق الغلبة وظهور العجز حيث لم يلغ الطالب مطليه.
الهى، لولا حسن ظنى فيك لقطعت المعصية رجائى منك، ولولا ثقتى بحسن كرمك لأحذ الشيطان زمامى عنك، عفوك وسيع فلا ثعلم له نهاية، وعزك منيع فلا يوقف له على غاية ان أحذت فأنت ذو عز وسلطان، وإن غفرت فأنت ذو كرم واحسان ولقد غلبت جانب الرجمة، فلم تقطع رجاءنا منك بما اخبرتا به عنك، وفتحت لنا من كرمك بائا وسيطا: (قل يا عبادي اللدين أسرقوا على أنفسهم لا تقنطوا من رخمة الله إن الله يكفر الذلوب جمعا [الزمر: 53]، كيف نخشى أو نخاف ومن رحتك أو جدتنا، وكل موجود يرجع الى أصله14 ونحن خلاصة فعلك والفاعل حكيم لا يضيع حلاصة فعله.
الهى، انا لا نريد المعصية وإن غلبت، ولا نرضى ها وإن وقعت، ونرضى بفضلك ولا نرجو سولك وعزمتا لا نعصيك وآنت تعلم ذلك مناه قتينا على ما عليه عزمنا، وامح عنا اعنه عجزناء.. آمين: والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا حمد وآله وصحبه وسلم تسليما كفيرا
Sayfa 411