116

============================================================

وسقل اين سبعين وفي الجنة.

ولو أطلقه أيضا ويامر به مطلقاء كان هلزم التحريض عن الدنيا والأمر بها، وهو لا يجوز، واحتاج إن قيد اللفظ المطلق، فإن قوله: (ولياك من الأمل) هو نهي مطلق، فلسا قال: المهدوم، وقع النهي عن الدنيا، وبقى الأمل متعلقا بالله وبالدار الآحرة، ثابتا على أصله، وذلك أن الأمل المهدوم هو تعلق الإرادة بالأمور الناهبة المحتلة، وهى الدنيا ولواحقها.

ويسى الأمل مهدوما لأجل ما هو متعلقه مهدوم وناهب، وهنا من قبيل الشيء الذي يسى باسم متعلقه، كما تقول: همة حسيسة إذا كان متعلقها حسيعا.

ولما كانت الدنيا سريعة الانتقال، وقليلة الثبوت، ولناتها تكون في وقت دون وقت، وما من لنة تتصور فيها، ولا حير يتشى ويتركب، ويوجد في ساعة من الزمان إلا ويتحلل في الثاني، ويذهب ما ثبت منها، وينعدم ما بقى فيها، مثل لنة الجاع إسا هى زمان فرد ويدحله الآلم، لأنه لذيذ وجيع، وكذلك الأكل وحيره إشا هو في زمان مناولته فقط وفي عقبه تذهب تلك اللنق، ويقى الحبر يتللذ بما يستقبل من مثله في وقت آخر، وهذا حبر وهمي، فإنه يتلذذ بشيء غير موجود في الحال، وقد يحال بينه وبين ما أمله من ذلك وهاتيه ضدهه ويسلب عنه هو، اما المرض أو بالقلة أو بالموت، وكذلك القول في اللباس يفنى مركبه، ويلى جديده.

وبالجلة: نقتها اكثر من نعتها، وقبضها اكثر من بسطها، وتنقطع بالموت، ويذهب وجودها بالجملق فهى معدومة بالضرورة، والأمل المتعلق *ها مهدوم والعاقل لا يعلق بخير بعلم آنه يفقده ويتفصل عنه بالضرورة.

فنقول: الأمل المهدوم هو المتعلق بتدبير الجسم، لأن الجسم مركب من أضداد ومن بسائط وكل مركب من أشياء كثيرة يتحل اليها، والحم مركب من اشياعه فهو يتحل اليها، والانحلال هو الهدم، والمنحل هو المهدوم، والجسم متحل، فهو مهدوم والأمل المتعلق بالمهدوم مهدرم وبناء الجسم معلوم عادة وطبيعة وشرغا، أما عادة فظاهر لتاء لأنا وجدنا الأجسام تتحل وتذهب، وأما طبيعة فهو ما ذ كرتا من اتحلال المركب من البسائط التي تركب منها، وأما شرعا فقوله تعالى: (كل من عليها قان) [الرحمن: 26].

وقال في النفوس المدبرة للأجسام: (كل لفس ذآئقة الموت) [آل عمران: 185]، وفي النفوس الحوجهة لله، الساعية في مرضاته: (ولا كخسبن الذين تحلوا في سبيل الله أفوائا بل اخباء) ([آل عمراتن: 169].

Sayfa 116