362

Endülüs'lu İbn Hazm'ın Mektupları

رسائل ابن حزم الأندلسي

Araştırmacı

إحسان عباس

Yayıncı

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

لا خير فيه ولا بقية (١) . ودخول رجل مستتر في منزل المرء دليل سوء لا يحتاج إلى غيره، ودخول المرأة في منزل رجل على سبيل التستر مثل ذلك أيضًا، وطلب دليل أكثر من هذين سخف. وواجب أن يجتنب مثل هذه المرأة، وفراقها على كل حال، وممسكها لا يبعد عن الديانة.
١٠٩ - الناس في بعض أخلاقهم على سبع مراتب: فطائفة تمدح في الوجه وتذم في المغيب، وهذه صفة أهل النفاق والعيابين، وهذا خلق فاش في الناس غالب عليهم. وطائفة تذم في المشهد والمغيب، وهذه صفة أهل السلاطة والوقاحة من العيابين. وطائفة تمدح في الوجه والمغيب وهذه صفة أهل الملق والطمع. وطائفة تذم في المشهد وتمدح في المغيب، وهذه صفة أهل السخف والنواكة. وأما أهل الفضل فيمسكون عن المدح والذم في المشاهدة، ويثنون بالخير في المغيب أو يمسكون عن الذم. وأما العيابون البرآء من النفاق والقحة، فيمسكون في المشهد ويذمون في المغيب. وأما أهل السلامة فيمسكون عن المدح وعن الذم في المشهد والمغيب، ومن كل من أهل هذه الصفات قد شاهدنا وبلونا.
١١٠ - إذا نصحت ففي الخلاء وبكلام لين، ولا تسند سب من تحدثه إلى غيرك فتكون نمامًا. فإن خشنت كلامك في النصيحة فذلك إغراء وتنفير. وقد قال تعالى: (فقولا له قولًا لينًا) (طه: ٤٤) وقال رسول الله ﷺ: " لا تنفر " (٢) . وإن نصحت بشرط القبول منك فأنت ظالم ولعلك مخطئ في وجه نصحك فتكون مطالبًا بقبول خطئك وبترك الصواب.
١١ - لكل شيء فائدة، ولقد انتفعت بمحك (٣) أهل الجهل

(١) د: بغية.
(٢) ورد النهي عن التفسير في عدة مواطن من الحديث، انظر مسند أحمد ٣: ٢٠٩، ٤: ٣٩٩.
(٣) المحك: المنازعة في الكلام، والتمادي في اللجاجة والاغضاب.

1 / 367