Safâ Kardeşleri'nin Risaleleri ve Sadık Dostların Mektupları
رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء
Türler
وفي هذا الربع الشمالي المسكون من الأرض سبعة أبحر كبار، وفي كل بحر منها عدة جزائر، تكسير كل جزيرة منها عشرون فرسخا إلى مائة فرسخ إلى ألف فرسخ، فمنها بحر الروم، وفيه نحو خمسين جزيرة، ومنها بحر الصقالبة وفيه نحو من ثلاثين جزيرة، ومنها بحر جرجان وفيه خمس جزائر، ومنها بحر القلزم وفيه نحو من خمس عشرة جزيرة، ومنها بحر فارس وفيه سبع جزائر، ومنها بحر السند والهند وفيه نحو من ألف جزيرة، ومنها بحر الصين وفيه نحو من مائتي جزيرة.
وفي هذا الربع أيضا خمس عشرة بحيرة صغارا، تكسير كل واحدة من عشرين فرسخا إلى مائة فرسخ إلى ألف فرسخ، منها مالح ومنها عذب، وأما بحر الغرب وبحر يأجوج ومأجوج وبحر الزنج وبحر الزانج والبحر الأخضر والبحر المحيط فخارج عن هذا الربع المسكون، وكل واحد من هذه الأبحر شعبة وخليج من البحر المحيط وكلها مالح، وفي هذا الربع أيضا مقدار مائتي جبل طوال، منها ما طوله من عشرين فرسخا إلى مائة فرسخ إلى ألف فرسخ، مختلف الألوان، ومنها ما يمتد طوله من المشرق إلى المغرب، أو من الجنوب إلى الشمال، ومنها ما يتنكب ما بين المشرق والجنوب، ومنها ما يتنكب ما بين المشرق والشمال، ومنها ما هو بين العمران والمدن والقرى، ومنها ما هو في البراري والقفار، ومنها ما هو في الجزائر والبحار.
وفي هذا الربع أيضا مقدار مائتين وأربعين نهرا؛ طول كل نهر منها من عشرين فرسخا إلى مائة فرسخ إلى ألف فرسخ، فمنها ما جريانه من المشرق إلى المغرب، ومنها ما جريانه من الغرب إلى الشرق، ومنها من الشمال إلى الجنوب، ومنها من الجنوب إلى الشمال، ومنها ما يتنكب من هذه الجهات.
وكل هذه الأنهار تبتدئ من الجبال وتنتهي إلى البحار في جريانها وإلى البطائح والبحيرات، وتسقي في ممرها المدن والقرى والسوادات، وما يفضل من مائها ينصب إلى البحار ويختلط بماء البحر ثم يصير بخارا ويصعد في الهواء وتتراكم منه الغيوم وتسوقه الرياح إلى رءوس الجبال والبراري، ويمطر هناك ويسقي البلاد وتجري الأودية والأنهار ويرجع إلى البحار من الرأس، وذلك دأبها في الشتاء والصيف، ذلك تقدير العزيز العليم.
وفي هذا الربع سبعة أقاليم، تحتوي على سبعة عشر ألف مدينة كبيرة، يملكها نحو من ألف ملك، كل هذه في ربع واحد من بسيط الأرض، وأما ثلاثة أرباعها الباقية فحكمها غير هذا.
صفة الأقاليم السبعة
الأقاليم هي سبعة أقسام، خطت في الربع المسكون من الأرض، كل إقليم منها كأنه بساط مفروش قد مد طوله من المشرق إلى المغرب، وعرضه من الجنوب إلى الشمال، وهي مختلفة الطول والعرض، فأطولها وأعرضها الإقليم الأول؛ وذلك أن طوله من المشرق إلى المغرب نحو من ثلاثة آلاف فرسخ، وعرضه من الجنوب إلى الشمال نحو مائة وخمسين فرسخا، وأقصرها طولا وعرضا الإقليم السابع؛ وذلك أن طوله من المشرق إلى المغرب نحو ألف وخمسمائة فرسخ، وعرضه من الجنوب نحو من سبعين فرسخا، وأما سائر الأقاليم ففيما بينهما من الطول والعرض، وهذا مثال ذلك، والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب:

فصل
واعلم أيها الأخ البار الرحيم، أيدك الله وإيانا بروح منه، أن هذه الأقاليم السبعة ليست هي أقساما طبيعية، وكأنها خطوط وهمية وضعتها الملوك الأولون الذين طافوا الربع المسكون من الأرض لتعلم حدود البلدان والممالك والمسالك؛ مثل: أفريذون النبطي وتبع الحميري وسليمان بن داود الإسرائيلي - عليهما السلام - والإسكندر اليوناني وأزدشير بن بابك الفارسي؛ ليعلموا بها حدود البلدان والمسالك والممالك، وأما ثلاثة أرباعها الباقية فمنعهم من سلوكها الجبال الشامخة والمسالك الوعرة والبحار الزاخرة والأهوية المتغيرة المفرطة التغير من الحر والبرد والظلمة؛ مثل ما في ناحية الشمال تحت مدار الجدي، فإن هناك بردا مفرطا جدا؛ لأنه ستة أشهر يكون الشتاء هناك ليلا كله، فيظلم الهواء ظلمة شديدة وتجمد المياه بشدة البرودة ويتلف الحيوان والنبات.
Bilinmeyen sayfa