Safâ Kardeşleri'nin Risaleleri ve Sadık Dostların Mektupları
رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء
Türler
واعلم يا أخي علما يقينا بأن أهل كل صناعة وعلم إذا لم يكن لهم أصل صحيح في صناعتهم منه يتفرع علمهم، وقياس مستو عليه يقاس ما يعملونه، مثل صناعة العدد كما بينا قبل؛ فإنه لا يمكنه أن يتحرز فيه من الخطأ، ولا أن يتجنب فيه من الباطل؛ لأن الأصل إذا كان خطأ فالفروع عليه تدور.
واعلم بأن من لا يحس بالتناقض في أقاويله، فكيف يوثق به في آرائه واعتقاده، وكيف يؤمن عليه أنه غير معتقد آراء متناقضة، ويكون فيها مخالفا لنفسه ولا يدري، وكيف يرجى منه الوفاق مع غيره وهو مخالف لنفسه ومناقض لاعتقاده وجاهل في معلوماته؟
(5) فصل أن المنطق أداة الفيلسوف
واعلم يا أخي بأن الحكماء المنطقيين إنما وضعوا القياس المنطقي واستخرجوا البرهان الصحيح؛ ليكون المتعاطي للمنطق يبتدئ أولا ويقيم البرهان من عند نفسه على اعتقاداته، فإذا صحت في نفسه تلك رام أن يصححها عند غيره، وقبل كل شيء تحتاج يا أخي أن تعلم كيف تحفظ أقاويلك من التناقض؛ فإنك إذا فعلت ذلك فقد أحكمت صناعة المنطق الفلسفي.
واعلم بأن المنطق ميزان الفلسفة، وقد قيل: إنه أداة الفيلسوف، وذلك أنه لما كانت الفلسفة أشرف الصنائع البشرية بعد النبوة صار من الواجب أن يكون ميزان الفلسفة أصح الموازين وأداة الفيلسوف أشرف الأدوات؛ لأنه قيل في حد الفلسفة: إنها التشبه بالإله بحسب الطاقة الإنسانية.
واعلم بأن معنى قولهم: طاقة الإنسان هو أن يجتهد الإنسان ويتحرز من الكذب في كلامه وأقاويله، ويتجنب من الباطل في اعتقاده، ومن الخطأ في معلوماته، ومن الرداءة في أخلاقه، ومن الشر في أفعاله، ومن الزلل في أعماله، ومن النقص في صناعته، هذا هو معنى قولهم: التشبه بالإله بحسب طاقة الإنسان؛ لأن الله - عز وجل - لا يقول إلا الصدق، ولا يفعل إلا الخير، فاجتهد يا أخي في التشبه به في هذه الأشياء؛ فلعلك توفق لذلك فتصلح أن تلقاه فإنه لا يصلح للقائه إلا المهذبون بالتأديب الشرعي والرياضات الفلسفية.
وإذ قد فرغنا من ذكر ما احتجنا أن نقدمه من هذه الرسالة بلفظ وجيز، عمدنا إلى الرسالة التي هي موضوعة للبرهان.
الرسالة الرابعة عشرة في معنى أنولوطيقا الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
وإذ قد فرغنا من ذكر المقولات العشرة وكمية أنواعها وكيفية اقتراناتها وفنون نتائجها فيما تقدم؛ فنريد الآن أن نبين ما القياس البرهاني وكمية أنواعه وكيفية تأليفه واستعماله واستخراج نتائجه، ولكن نحتاج قبل ذلك كله أن نخبر أولا ما غرض الفلاسفة في استعمال القياس البرهاني.
Bilinmeyen sayfa