============================================================
اختلف الدارسون حول وفاته كما اختلفوا حول ميلاده، فقيل: توفي الجنيد يوم السبت في شوال سسنة ثمان وتسعين ومائتين، وقيل: ستة سبع وتسعين(1) وما بين مولده ووفاته كانت الأحداث الجسام في حياة الأمة، وظهور العلماء الكبار(2).
(2) أسرته : لا تخبرنا المصادر التاريخية بالكثير عن حياة الجنيد الشخصية، ولا يجد الباحث ما يروى ظمأه سوى ما هو معروف من آنه نشأ في بيت متوسط الحال يعيله و الده من بيع القوارير، ويساعده الجنيد بما يفيض عليه حانوت اتخذه في أحد اسواق بغداد ليبيع الخز بالاضافة إلى بيت عمه الذي كان كما يقول الجنيد لا يخلو من أطعمة فاخرة لا يكون مثلها في بيتنا(2) (3) لمحة من تصوفه: قدر للامام الجنيد أن يبذ اقرانه من علماء عصرة، وليس ادل على هذا من تعرضه للفتيا في شبابه، ولهذا قال عنه جعفر الخلدي: لم نر في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير الجنيد، إذا رآيت علمه رجحته على حاله، وإذا رآيت حاله رجحته على علمه(4) وقال أيضا أبو القاسم الكمبي ما رأت عيناي مثله، كان الكتبة يحضرونه () المرجع السابق: ص 267 (2) تشير هنا الى هذه المرحلة التاريخية في عصر الجنيد (تقلا عن زهير ظاظا) وهى الفترة التي اضطرب فيها كل سيء مثل اندلاع فتنة الزنج في البصرة، وتمكن القرامطة في البحرين ومحاصرتهم لدمشق واقتلاعهم الحجر الأسود !.
وحرق الروم لدمياط، ونشوء الدولة الطولونية في مصر والحمدانية في الشام وشمال العراق والسامانية فيما وراء النهر، واختفاء آخر الأثمة الاثني عشر، وتأزم الدولة الأغلبية في تونس، وصراع الأدارسة والصفرية في مراكش وتالق الدولة الاموية في الأندلس وقد عاصر الجنيد من المحدثين: الأثمة الستة وآبا زرعة الرازي وابا حاتم والنسوي وابن أبى والدنيا والدارمي وأبا يعلى وعبد الرحمن بن مسلم الرازي والدارمي بن سعيد وغيرهم. ومن المقسرين : الطبري وبق بن مخلد والبجلي والخفاف وعبد الله بن محمد الديوري وغير هؤلاء ومن النقهاء: المزتي والربيع المرادي وداود الظاهري وسحنون والعتبى وغيرهم. ومن الأدباء: الجاحظ والمبرد وتعلسب وابن بكار وابن قتيبة وأبا حنيفة الدينوري وآبا العنياء وابن عبدكان وغير هؤلاء. ومن المورخين: الطبري واليعقوبي والبلاذري والفاكهي وابن منده والعقيقي وغيرهم. ومن المعتزلة: ابن الخياط والجاحظ وابن شداد وابن عمر الباهلى ومحمد بن كرام وابن المتجم والشحام ومحمد بن يزيد الواسطي وغيرهم.
(3) السبكي: 29/2، زهير ظاظا: الإمام الجنيد، الناشر دار الخير بيروت ص24.
4) طبقات الشافعية، مجلد "ص: 64
Sayfa 13