وكان والد خولة لا يزال واقفا وقد سحر بما أبدته ابنته من الحمية والشهامة وقد خجل لأنه لم يكن صادقا في إخلاصه لعلي مثلها. فلما رأى عبد الله يلتمس العفو لابنته تقدم هو أيضا وقبل يدي عمرو وقال «لقد كنت يا سيدي أشد نقمة منك على خولة ولكنني أراها والله خيرا مني وأراني أصغر منها فالتمس لها العفو أيضا» قال ذلك ونادى خولة فدنيت فقال لها «قبلي يد الأمير واستغفريه» ففعلت وتصافح أبو خولة وعبد الله وعادوا إلى مقاعدهم وقد تذكر عبد الله ابن عمه سعيدا وعلاقته بخولة فقال في نفسه إنها فرصة لا ينبغي ضياعها فخاطب عمرا قائلا «أما وقد وهبتنا حياتنا جزاء لصدق لهجتنا فلا يسعني والحالة هذه إلا أن أتم الصدق بكشف سر لا يزال مكتوما».
الفصل الثالث والمائة
كشف السر
فلما قال ذلك علمت خولة أنه سيتكلم بشأن سعيد فخفق قلبها وغلب الحياء عليها فانزوت في بعض جوانب الغرفة.
أما عمرو فقال لعبد الله «قل ما بدا لك».
قال «أنت تدعوني الآن زوج خولة وما أنا والله إلا أخوها».
فبغت عمرو وأبو خولة وقال عمرو «كيف لا وقد كتبت كتابك عليها».
قال «نعم إنها زوجتي بالكتاب ولكنها بكرا وقد آخيتها فهي أختي بعهد الله والرجل لا يتزوج أخته».
فازداد استغراب عمرو وقال «وكيف ذلك أفصح يا عبد الله».
قال «لأن خولة أحبت ابن عمي سعيدا قبلي ولابد أنكم لحظتم ذلك من خلال حديث قطام ولكنني لم أعلم ذلك إلا بعد كتابة الكتاب ونظرا لحبي الشديد لابن عمي وقد كفلته بوصاية جدي أبي رحاب أمسكت نفسي عن خولة وآخيتها. واعترف لمولاي الأمير أننا تواطأنا على الخروج من الفسطاط إلى الكوفة بحيلة وسعيد ينتظرنا هناك فأزف خولة إليه».
Bilinmeyen sayfa