قال مستهترا: ماذا أقول للشرقيين؟ هل أقول لهم إن أطياركم كثيرة وغريبة، وإن القرود تكثر على أشجار المانجو؟
قالت بخطورة: أنت تعرف ما تقول لهم.
لقد حدثني أحدهم، وهو نبو ولد مندو، مندو المحارب القدير، وكان أحد الشبان الذين أرسلهم الكواكيرو إلى الشرق للتعلم، التقيته بالمدينة العام الماضي، حدثني بأنكم تستعدون للمرحلة الأخيرة لتصفيتنا عرقيا، إذا صح ذلك ألا يبدو أن هنالك ما يساوي شعر الرأس عددا مما يمكن إرساله إلى الشرق؛ عددنا، عدد أطفالنا، أطيارنا، حيواناتنا، عاداتنا وتقاليدنا، لغتنا، محاربينا، كيف نحارب، ماذا نأكل ونشرب، كيف نسكن، أين ننام، ماذا نغني، كيف نرقص، كيف نغني، أليس كل هذا يسهل إبادتنا من على وجه الأرض؟
الآن، أحس سلطان تيه أن الأمر حقيقة خطير، وأنه يودي بحياته، نهض مرتبكا وأخرج كاميرا الفيديو، أخرج ما لديه من أفلام طالبا منها أن تأخذها للمدينة لفحصها، وأن تحتفظ بها الآن في نزل الكواكيرو نفسه، ثم أخرج لها الراديو والأطعمة المحلية، علب الأطعمة الفارغة وكل شيء من شأنه أن يلهب مخيلة القروي المهووس بالتفسير التآمري للظواهر. - هذه كل أشيائي، تفحصيها جيدا، وإذا أردت شيئا منها لفحصه في أي مكان خذيه، وحتى كتب التماسيح، خذي ملابسي، خذي كل ما تشائين.
قالت وأحست بشيء من تأنيب الضمير: أعرف أن هذه كاميرا فيديو، فلقد كانت لجين مثلها والآن مع الكواكيرو، وهذا راديو، وهذه علب أطعمة فارغة، وهذا ... لكن ماذا تفعل بكاميرا الفيديو؟ - سأصور بها التماسيح مسجلا حياتها اليومية العادية، إن ذلك جزء مهم في الدراسة. - ولكن ليس بالبحيرة تماسيح، وأنت تنصب كاميرتك هنالك.
قال وقد أحس بأنه حوصر: ما كنت أعلم هذه الحقيقة، لقد عرفتها مؤخرا.
سألته بصورة مفاجئة: هل يعدون العدة لإبادتنا؟
قال وهو يرمي ببعض الأشواك على النار وقد أحس بطمأنينة نسبية: أنا لا أفهم في السياسة، شخص أكاديمي، باحث، مثلي مثل الكمبيوتر، صدقيني أنا لست أكثر من آلة.
قالت وكأنها لم تسمع كلمة مما قال: إنهم يمتلكون أسلحة فتاكة كتلك التي تخصص فيها مستر ومسز جين، أسلحة بإمكانها إبادة الدغل بأكمله فيما بين ثانية إلى عشر دقائق، إنهم يقولون ذلك.
قال مندهشا: هل تخصص مستر ومسز جين في الأسلحة؟ - لقد كانا عالمين في السلاح. - عالمين! من قال ذلك؟ - لقد استمعت للمحادثة التي جرت بينه وبين الرجال الذين جاءوا بالطائرة، حدثنا عنهم أنا وطفليه كثيرا من قبل، سوف يأتي إلى هنا أناس لهم بشرتنا يركبون طائرة أو عربة أو على أرجلهم، حينها عليكم الهروب والاختباء الفوري بين الأعشاب، إنهم أشرار.
Bilinmeyen sayfa