وكأنما سنيلا قرأت ما في ذاته حينما سألت فلوباندو: عن ماذا تتحدثان؟
قبل أن تجيب فلوباندو سأل هو فلوباندو: ماذا قالت لك سنيلا؟ - سألتني عن ماذا نتحدث. - قولي لها: إنه يقول إنك جميلة، جميلة، جميلة، مثل، مثل شجرة الباباي، جميلة مثل القمر، أو أي شيء تعرفه هي بأنه جميل.
قالت فلوباندو باستياء: ولكنها برصاء، ألم تلحظ ذلك؟ - أنا أعرف، أعرف أنها جميلة، وما عليك إلا أن تقولي لها ذلك، جميلة مثل أجمل شيء عندكم ... - كلب الصيد مثلا؟
قال مندهشا: كلب! - ألا تريد أن تقول إنها جميلة؟ - لا بأس، قولي لها ما تشائين؛ كلبة صيد، ذئب براري، حمار وحشي، أيا كان.
كانت سنيلا تتابع الحوار بانتباه عميق واهتمام حقيقي، وبعد أن رطنت لها فلوباندو بكلمات قليلات حنت رأسها، ثم قطرت دمعة حارة على خدها الناعم الحلو، ثم بنظرة بها بؤس العالم كله رمقته: كاب بوقو واوا! - ماذا قالت؟ أخبريني يا فلوباندو ماذا قالت، إنها قالت شيئا.
قالت فلوباندو بهدوء: تقول: إنك رجل طيب.
قال منفعلا: إذن تظنني أجاملها، فقط مجاملة.
خيانة النص مرة أخرى
قالت بهدوء: هذا هو الواقع، إنك لست أكثر من رجل طيب القلب.
قال منفعلا: لا، ليس هو الواقع، لقد قلت لك من قبل إنني أحبها، ولكن للأسف أنت لا تفهمين، وأنا لا أعرف لغتكم الرديئة العاجزة عن التعبير عن المشاعر الإنسانية، عن الحب، ألا تعرفون الحب؟! أغرب قوم أواجههم في حياتي، البوم يعرف الحب، التماسيح، كل مخلوقات الله! كان غاضبا منفعلا، استطاعت سنيلا أن تعرف ذلك من نبرة صوته، تعبير وجهه، حركة يديه، نظراته المسلطة على وجه فلوباندو الهادئ الجميل المتوحش، المرسومة عليه ابتسامة خبيثة. قالت سنيلا: ماذا يقول؟
Bilinmeyen sayfa