قال له الكواكيرو: سنعزلهم، والجميع سيملهم بعد قليل، إنها دهشة الأشياء الجديدة، وحالما يملونهم عندما تهب الريح تغري الأشجار بالطيران معها فتتراقص الأشجار وتحاول أن تقلع نفسها عن الأرض، وحالما تذهب الريح وتصبح الأشجار في أماكنها. ويا حسرة من اقتلعت نفسها من على الأرض، فلا طارت مع الريح ولا بقيت على الأرض!
ودفق، ودفق.
ودفق الكواكيرو كأسا في بئر جسده الضخم، ودفق.
في الخارج ومع بداية هطول الظلام أقام القادمون حفل الرقص، وكان من بينهم «أمازو» الفنان والذي يعرفه الكثيرون في بلاد الهجرة، طبقت شهرته آفاقا بعيدة، لديه بعض الأغاني بلغة «لالا»، يغني بالإنجليزية وبالفرنسية، يقلد كل أغاني بوب مارلي وبيتر توش وخوليو، يحب أيضا البيتلز، طويل رشيق ناعم الوجه والأطراف، يجيد الرقص.
ودفق.
جاء أمازو الموسيقي بكل آلاته الموسيقية، سيقوم ببث الروح الوطنية القتالية في نفوس القرويين، وعندما أضاءوا أول لمبة نيون ضخمة تعمل بالطاقة الشمسية وعندما صدح الترومبيت، دفق الكواكيرو كأسا، ثم نهض واقفا.
هيا لنرى الشيطان الذي يصرخ ويضيء الظلام.
لم يبق أحد في القرية في بيته، حتى كلاب الحراسة والقطط والحشرات الصغيرة، دار الجميع حول المغنين والضوء والآلات التي تنادي، كل شيء. وضع مقعد الكواكيرو كالعادة أمام الجميع، في موضع يراه الجميع ويسمعه الجميع إذ يأمر، تفاءل القادمون بمجيئه وأنه ربما غير في رأيه، وأنه لان. دفق، ثم أمر: غنوا ...
الموسيقى كانت صاخبة بشكل لم يعتده الدغليون ولم تستسغه أسماعهم، وكادوا ينصرفون، ولكن عندما رقص الأولاد القادمون أثاروا انتباه الجميع وشهية المشاهدة فيهم، كانوا يرقصون بصورة خليعة ولكنها بارعة على كل حال ونالت الإعجاب المسخوط. سنيلا كانت هنالك، خجلة، تقف وسط صبيات دغليات جميلات يلبسن البابيت الملون وعلى صدورهن. سلطان تيه قرب الكواكيرو.
دفق.
Bilinmeyen sayfa