421

Âlemlere Rahmet

رحمة للعالمين

Yayıncı

دار السلام للنشر والتوزيع

Baskı

الأولى

Yayın Yeri

الرياض

Türler

عني. فقالتا: عفونا عنك. فقالت: رضيتا عني فرضي الله عنكما.
وكانت أم حبيبة طيبة النفس حميدة الصفات، وكانت جوادة شجاعة. وعدد ما روي عنها من الأحاديث حديثان في "الصحيحين" وحديث في "صحيح مسلم" واثنان وستون حديثا في كتب الحديث الأخرى.
وحبيبة ابنتها ربيبة النبي ﷺ ولدت بمكة وهاجرت مع أبيها إلى أرض الحبشة. ويدل على فضل أم حبيبة ما رواه ابن إسحاق إمام أهل السيرة وهو: أن أبا سفيان لما قدم المدينة دخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله ﷺ طوته عنه، فقال: يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله ﷺ ولا يمكن لمشرك أن يجلس عليه، قال: والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر.
الله أكبر هذا هو النموذج الأمثل على الإيمان الكامل والذي بسببه حباها رب العباد بالدرجة العليا فجعلها أم المؤمنين، وهذه هي محبة رسول الله التي لا يكتمل إيمان إنسان دون أن تعمر هذه المحبة قلبه يقول ﷺ "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".
ـ[أقاربها]ـ: أبو سفيان صخر بن حرب أبوها، وكان من أعداء الإسلام وأشراف قريش في الجاهلية، وكان رئيس جيش الكفار يوم أحد.
وكانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب، أسلم قبل فتح مكة بيوم أو يومين وشهد مع رسول الله ﷺ حنينا والطائف، وثبت يوم اليرموك وتقدم بالمسلمين إلى النصارى بجرأة وشجاعة. توفي سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة وعمره ثلاث وتسعون سنة، وكانت ولادته قبل عام الفيل بعشر سنين.
ويزيد بن أبي سفيان شقيقها الذي يعرف بيزيد الخير، أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه، استعمله أبو بكر ﵁ فيمن استعمله على فتح الشام، توفي سنة تسع عشرة من الهجرة بدمشق وكان آنذاك أميرا على الشام.
وكان معاوية أخاها من أم أخرى، وهو الذي تولى الإمارة التابعة للخلافة بأرض الشام عشرين سنة وحكمها نحو تسع عشرة سنة وأسس حكم بني أمية. توفي في اثنتين وعشرين مضت من رجب سنة ستين من الهجرة وهو حينئذ ابن ثنتين وثمانين سنة.

1 / 427