﴿وكانوا من قبل يسفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به﴾ (البقرة: ٨٩).
إن اليهود كانوا في انتظار الرسول الموعود، وكانوا يعتقدون أنهم سينتصرون على الكفار بعد مجيئه، وظل هذا الاعتقاد سائدا حتى بعثة الرسول، وثبت أيضا من هذه الآية خطأ قول بحيرى الراهب، لأن اليهود لو عرفوا النبي ﷺ في صباه لاحترموه وقدروه فهو طبقا لاعتقادهم بشير انتصارهم وفوزهم، ومن هنا يفهم أن حكاية الراهب حكاية غير موثوق بها.
التفكير في التجارة:
حين بلغ النبي ﷺ سن الشباب فكر أولا في التجارة، ولكنه لم يكن يملك مالا، وكانت في مكة أرملة تنتمي إلى أسرة شريفة جدا تدعى خديجة ﵂، كانت في غاية الثراء، وضعت مالها في التجارة، فلما سمعت عن محاسن النبي ﷺ وأوصافه، وعلمت بصدقه وأمانته وحسن تدبيره، طلبت بنفسها أن يتولى التجارة بأموالها. وذهب النبي ﷺ بمالها للتجارة فربحت تجارته كثيرا. وكان ميسرة غلام خديجة ﵂ مع رسول الله ﷺ في هذا السفر، فروى لخديجة ﵂ ما رآه من كمال محاسنه وصلاح أعماله في السفر، وحين سمعت بهذا طلبت خديجة ﵂ الزواج من النبي ﷺ وتزوجته، رغم أنها رفضت من قبل هذا الزواج من أي من عظماء قريش وسادتها.
الزواج:
تم هذا الزواج حين كان عمر النبي ﷺ ٢٥ وعمر خديجة ٤٠ سنة، وعاشت خديجة مع النبي ﷺ ٢٥ سنة وظل النبي ﷺ يذكرها بعد وفاتها بكل حب، وظل يحسن إلى صديقاتها ويكرمهن، بعد هذا الزواج تفرغ النبي ﷺ لعبادة الله وظل يعمل من أجل فلاح وصلاح بني البشر.
انعقاد حلف إقامة الأمن ومراعاة الحقوق:
في تلك الأيام أوضح النبي ﷺ لرؤساء معظم القبائل وعقلاء الناس ما كانت عليه البلاد من فساد، ومخاطر تعم الطرق ونهب المسافرين وظلم الأقوياء للفقراء، وأكد على
1 / 36