Uzay Yolculukları: Kısa Bir Tarih
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
Türler
عوضا عن ذلك، سيطر مكوك الفضاء على برنامج وكالة ناسا في السبعينيات والثمانينيات. وما كان يعتبر في يوم من الأيام مجرد مركبة لنقل محطة فضاء أصبح غاية في حد ذاته بعد تخفيضات الميزانية في بداية السبعينيات. ولكي تحافظ وكالة الفضاء عليه، أبرمت صفقة مع إدارة الدفاع الأمريكية لجعل مكوك الفضاء هو مركبة الإطلاق القياسية لكل البرامج. وتحدد شكل الجناح وحجم غرفة الحمولة بواسطة متطلبات المهام العسكرية السرية. وبنت القوات الجوية منصة إطلاق منفصلة في كاليفورنيا، لم تستخدم على الإطلاق، من أجل عمليات إطلاق المدار القطبي. ولكي تقلل وكالة ناسا تكاليف التطوير، عزمت على إنشاء نظام قابل لإعادة الاستخدام جزئيا، يحتوي على معززات صاروخية تعمل بالوقود الصلب يمكن إعادة استخدامها، ولكن أيضا خزان وقود للاستعمال مرة واحدة. وقد وضعت تقديرات مفرطة في التفاؤل لمعدل تواتر إطلاق المكوك (كل أسبوع تقريبا) وتكلفة وضع حمولة مقدارها رطل واحد في مدار الأرض (100 دولار. وفي الواقع ثبت أن هذه العملية تكلف نحو 10 آلاف دولار) من أجل إقناع الكونجرس ونيكسون بالبرنامج. في أواخر السبعينيات من القرن العشرين، قابلت مشروع المكوك عقبات ضخمة فيما يتعلق بقرميد إعادة الدخول للغلاف الجوي القابل لإعادة الاستخدام وبمحرك الصاروخ الأساسي، مما أدى إلى تأخير الإطلاق لأكثر من عامين. وأخيرا انطلق جون يانج وروبرت كريبن بمكوك الفضاء «كولومبيا» متوجهين إلى المدار في 12 أبريل 1981، وهو تاريخ الذكرى المئوية العشرين لرحلة جاجارين التاريخية.
22
كان للمكوك حتما مميزات بقدر ما له عيوب بالنسبة إلى الولايات المتحدة؛ فمن ناحية، كان بمثابة أعجوبة تكنولوجية، فهو أول مركبة فضائية مأهولة قابلة لإعادة الاستخدام (في معظمها). كما أنه مكن أشخاصا ليسوا من فئة الطيارين من الوصول ببساطة إلى مدار الأرض المنخفض مثل أول امرأة ورائد فضاء من الأقليات (سالي رايد وجاي بلوفورد) في 1983. وأرسلت البعثات الأولى لإصلاح الأقمار الصناعية واستردادها في بداية الثمانينيات من القرن العشرين، الأمر الذي مهد الطريق أمام إنقاذ وصيانة تليسكوب هابل الفضائي في التسعينيات من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. كان مكوك الفضاء يحمل مختبرات ومعدات أوروبية الصنع وذراع مناورة كندي الصنع إلى مدار الأرض، علاوة على رواد فضاء من هذه الدول وغيرها. من ناحية أخرى، لم يكن المكوك مجديا اقتصاديا على الإطلاق؛ فعملية تجديد المركبة قبل كل رحلة كانت تكلف وقتا ومالا أكثر بكثير مما كان متوقعا، كما أنه كان خطيرا. كان انفجار «تشالنجر» في 28 يناير 1986 هو أول حادث يقع لمكوك فضائي، ونجم عنه مقتل سبعة رواد فضاء، وتوقف جميع رحلات الفضاء لمدة عامين ونصف العام. وأكد للمؤسسة العسكرية ولمكتب الاستطلاع الوطني ما استنتجاه بالفعل من أن مكوك الفضاء لم يكن منصة إطلاق موثوقا بها لبعثات الأمن الوطني. فيما بعد، أنهى الرئيس ريجان سياسة «وضع البيض كله في سلة واحدة» التي استبدل بموجبها جميع الصواريخ الأخرى، وأوقف تسويق ناسا لعمليات إطلاق الأقمار الصناعية التجارية (التي كانت قد خسرت مبالغ ضخمة، ولم تستطع الوكالة التعتيم على الأمر). لقد أعطى مكوك الفضاء الولايات المتحدة مكانة دولية عظيمة، ولكنه كان يمثل أيضا خسارة فادحة؛ إذ ترك رحلات الفضاء المأهولة عالقة في مدار الأرض المنخفض، حتى إذا كانت مركبات الفضاء الروبوتية الأمريكية تطير في أعماق النظام الشمسي. حافظ مكوك الفضاء على البنية التحتية لرحلات الفضاء المأهولة التي أنشأتها وكالة ناسا من أجل «أبولو»، ولكن بدا في بعض الأحيان أن تلك كانت هي مهمته الأساسية، على الأقل بالنسبة إلى بيروقراطية الوكالة ولرجال الكونجرس الذين كانت لديهم مراكز فضاء أو مقاولون في مقاطعاتهم.
23
شكل 2-2: إطلاق مكوك الفضاء «ديسكفري» في بعثته الأولى في 30 أغسطس 1984. أصبح المكوك هو البرنامج الأساسي لرحلات الفضاء المأهولة بعد الهبوط على القمر وسيطر على سياسة الفضاء الأمريكية في أواخر الحرب الباردة وبعدها. لقد كان ناجحا من الناحية التقنية لكنه فشل في إحداث ثورة في تكلفة رحلات الفضاء (المصدر: وكالة ناسا).
في منتصف وأواخر الثمانينيات من القرن العشرين، بدا أن المنافسة الفضائية العسكرية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي تهوي إلى منحدر جديد خطير، ثم فجأة أخذت تلك المنافسة تتلاشى تماما. عندما ألقى ريجان خطاب «حرب النجوم» الشهير في مارس 1983، مطالبا بدفاع صاروخي من الأرض والفضاء ضد الهجوم النووي، هدد بتدمير الوضع القائم من حيث الحفاظ على الفضاء القريب من الأرض عسكريا ولكن غير مسلح. وسبب اضطرابا دوليا ومكن منظمات الفضاء العسكرية السوفييتية من المطالبة بمزيد من الأموال لإنشاء محطات فضائية لمعارك بالليزر وأسلحة مضادة للأقمار الصناعية وأدوات مساعدة القذائف على الاختراق. ويبدو من قبيل المبالغة أن نؤكد على أن ترويج ريجان للدفاع ومبادرة الدفاع الاستراتيجي (التي تعرف اختصارا ب
SDI ) قد دفعا الاتحاد السوفييتي إلى حافة الانهيار، لا سيما وأن الركود والخلل الوظيفي الذي مني به الاقتصاد الاستاليني المخطط كانت لهما جذور عميقة. ولكن مبادرة الدفاع الاستراتيجي تركت انطباعا على قادة الحزب من أمثال ميخائيل جورباتشوف، الذي تصدر المشهد في 1985، ودعمت إقدامه الحثيث على اتفاقيات الحد من التسلح لكي يتمكن من توجيه الأموال إلى الاقتصاد المدني الواهن.
24
وكانت النتيجة هي التخفيف المفاجئ لسرعة سباق التسلح النووي، الذي أعقبه على نحو صادم انهيار الإمبراطورية السوفييتية في أوروبا الشرقية عام 1989 واختفاء الاتحاد السوفييتي نفسه في 1991. ونجم عن ذلك انتهاء سباق الفضاء ثنائي القطب، والتحفيز الملحوظ للإنفاق على برامج الفضاء.
الخلاصة
Bilinmeyen sayfa