وإن محالا أن ترى(1) عين مبصر .... جناح الحبارى صافقامقل الصقر
ركبنا عباب البحر فوق سفينة .... ففزنا بها من كل سوء ومن شر
ومن ركب التيار في غير مركب .... فغير بعيد أن يصير إلى القعر
فكنا على فلك(2) النجى وخصومنا .... قد التقموا من بغيهم(3) في فم البحر
المهندة البتر: هي السيوف الماضية، المثقفة السمر: هي الرماح الشاجرة، وهذا استعارة.
قال الناظم عليه السلام: هي مأخوذة من قول الزمخشري رحمه الله في وصف العلماء: (في أفواههم بيض بواتر على رقاب المبطلين، وفي أيديهم سمر عواسل في ثغور المعطلين).
وقوله: البين المكر، المكر: الإحتيال والإنخداع، قال الناظم رحمه الله: وليس المراد هاهنا، وإنما قصدنا قول أبي زبيد الطائي يصف الأسد:
وفاجاهم يستن ثاني نحره .... له غبب كأنما بات يمكر
يمكر: يريد يحتفر التراب الأحمر، وهو الغرة غببة، ونحره من دماء من يفترس من الناس. الدبر النحل، الخاز باز الذياب، والفهر الحجر.
وقوله: (ركبنا عباب البحر) جواب وإذ نجز التوحيد، مع ما في ذلك من التنبيه على شدة الخوض في مسائل العدل حتى شبهها بالعباب.
وأشار إلى السلامة بركوب السفينة وهي الإعتصام بالأدلة القاطعة. فلله دره من سباق غايات وصاحب آيات!!! ورحمة الله عليه وسلامه.
Sayfa 26