العشرة من التهذيب والإصابة فإن قلت لعله نفى التبشير لغير العشرة بالجنة قلت على فرض هذا هو أيضا ممنوع بل بشر صلى الله عليه وسلم غيرهم كأهل بيعة الرضوان الذين بايعوا في الحديبية تحت الشجرة قال عليه الصلاة والسلام لا يدخل النار من أصحاب الشجرة أحد إن شاء الله تعالى فإن قلت على هذا ما الوجه في تخصيص العشرة في كونهم مبشرين بالجنة قلت قال بعضهم خبر الآحاد لا يفيد العلم بل يفيد الظن والعشرة كونهم مبشرين مقطوع به بدليل قطعي ا ه ويترتب على من منع ذلك التعزير اللائق بحاله الرادع له ولأمثاله عن الخوض في هذه المسالك وتهوره بمثل ذلك ولا تنقطع ولاية الولي بموته كما علم مما تقدم ولا يظن بمسلم فضلا عن ولي الله تعالى هذا الظن فلا يلتفت إليه ولا يعول عاقل عليه وأما تقبيل توابيت الأولياء وأعتابهم فلا خلاف في جوازه بل ولا كراهة في تقبيل أعتابهم على قصد التبرك كما أفتى به العلامة الرملي رحمه الله تعالى ومن حلف أن السيد أحمد البدوي أو غيره ممن اشتهر بالولاية أنه ولي لله تعالى فهو بار في يمينه غير حانث لبناء حلفه على هذا الأمر الظاهر وقوله وهل ثبت دليل قلنا هذا الأمر الظاهر غني عن طلب دليل إذ الطلب لذلك إنما يصدر عن جاحد معاند لا يلتفت إليه ولا يعول في هذه المباحث عليه وقد غلب هذا الداء العضال على كثير ممن يزعم أنه من أرباب الأحوال نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومضلات الأفعال ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه تم
Sayfa 5