وخافوا أن يستميل قلوبهم ويفسد عليهم دينهم، فألحوا عليه أشد الإلحاح أن آذوه الأذى وجفوه أقبح الجفاء، إلى أن ترك بلده وفارق أهله ووطنه، فضرب في الأرض فرده ابن الدغنة إلى مكة وعقد له ذمة وجوارا، وقال لقريش: إن مثل أبي بكر لا ينفى، وهو رجل يقري الضيف ويكسب المعدوم ويحمل الكل ويعين في النائبة. ولبث حينا في جوار ابن الدغنة، ثم شكاه قريش إليه لما رأوا من حرصه على إظهار الدين واستمراره عليه، فرد على ابن الدغنة جواره فقال: قد رضيت بجوار الله ورسوله.
فلم يعلم أحد من الصحابة كان أكثر نفعا للمسلمين وأشد احتمالا لأذى المشركين من أبي بكر ﵁.
والحمد لله أولا وظاهرا، حمدا كثيرا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
1 / 81