حلم وحزم، ورأيك علم ما حلمت، [فأقلعت] وقد نهج السبيل، وسهل العسير، وأطفئت النيران، واعتدل بك الدين، وقوي الإيمان، وثبت الإسلام والمؤمنون، وظهر أمر الله ولو كره الكافرون؛ فسبقت والله سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك إتعابا شديدا، وفزت بالخير فوزا مبينا، فجللت عن البكاء، وعظمت رتبتك في السماء، وجلت مصيبتك في الأنام؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا من الله ﷿ قضاءه، وسلمنا لله أمره، والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله ﷺ بمثلك أبدا، كنت للدين عزا وحرزا وكهفا، وللمؤمنين فيئة وحصنا، وعلى المنافقين غلظة وغيظا؛ فألحقك الله بنبيك ﷺ، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك، وإنا لله وإنا إليه راجعون. فسكت الناس حتى انقضى كلامه، ثم بكوا بكاء حتى علت أصواتهم وقالوا: صدقت يا ختن رسول الله ﷺ.
1 / 75